أ – عبد العاطي
فشل و خيبة أمل و فراغ مريب .. !؟ عنوان عريض يلخص مشوار فريق رجاء بني ملال لهذا الموسم الكروي.
الفشل، نتيجة تقنية تترجم عجز الفريق على تحقيق صعود إلى قسم الصفوة كان في المتناول و أمن به جميع مكونات الفريق و كذا جماهيره. خيبة ، نسفت آمال الجماهير العريضة العاشقة و كسرت طموحاتهم و احلامهم . فراغ ، حل بالفريق بعد الهزيمة أمام حسنية أكادير، حيث تبخر المسيرون و غادر اللاعبون و رحل الطاقم التقني.
مشهد الفراغ يعززه صمت رهيب على مستوى النقاش الكروي الذي كان يتداول بشغف في المقاهي و الملتقيات و التجمعات ، و كان ملحه حلم تحقيق الصعود.. فأصبح فريق عين أسردون و كأنه في حالة احتضار، و لم يبق سوى نبض وحيد يخص منافسات فرق الفئات السنية و التي يدبرها المدربون و مسؤولون على رأسهم المدير الإداري في غياب المسؤولين الحقيقيين و في مقدمتهم رئيس الجمعية المستقيل/ العائد .
وضع يجيز للجمهور الملالي بأن يعلن رسميا فريقه في برنامج المتغيبين على القناة التلفزية المتخصصة.
قد يقول المتتبع العادي بأن فريق رجاء بني ملال طبع طيلة الموسم على نتائج جيدة حيث كان يحتل المراتب الأربعة الأولى و ينافس على بطاقتي الصعود ، لكن خانه النفس في الأمتار الأخيرة و ضيع النجاح في آخر فرصة ، و هي حصيلة تقنية حقيقية.لكن، كيف نفسر خسران الفريق بشكل مفاجئ لمبارتين حاسمتين كانتا في المتناول ، الأولى في الدورة 29 أمام فريق شباب أطلس خنيفرة ببني ملال ثم الثانية في الدورة 30 أمام سريع وادي زم ، علما أن الفريق لم يخسر طيلة البطولة سوى خمس مباريات فقط، إضافة إلى كونه يتوفر على ثاني أحسن دفاع ب 21 هدفا فقط، خلف المتوج فريق الكوكب المراكشي!!
شيء غريب، و تزيد الغرابة خلال مبارتي السد.في الأولى لعب الفريق أمام حسنية أكادير بجميع عناصره الرسمية و عجز عن الفوز محققا تعادلا أبيضا.في مباراة الإياب باكادير لم يقحم المدرب البكاري عنصرين أساسيين وهما نيخوربا و زكريا لحيان، قيل بأن المدرب أبعدهما في آخر لحظة بعد سوء تفاهم أو خصام مع المدرب !! فهل يعقل أن يفرط المدرب في لاعبين هامين على بعد تسعين دقيقة من تحصيل الصعود!؟ تساؤل يبقى مشروعا. المهم ، ضاع الصعود بشكل أو بآخر.
أما على مستوى تسيير الفريق ، فهنا تكمن الطامة الكبرى.فقد عرف فريق عين أسردون أسوء تسيير في تاريخه. مباشرة بعد الجمع العام الأخير و الذي عرف توافقا بانسحاب الرئيس السابق حسن العرباوي، جيء برئيس جديد خالد حجي و الذي لم تعرفه ساحة الفريق الملالي من قبل.و بعد شهر واحد اشتعل صراع بينه و بين نائبه الأول عبد العزيز حتيم بدعوى أن الرئيس يريد ان ينفرد بالتسيير بعد أن كان مسافرا خارج المغرب لأغراض شخصية في حين يعاب على مجموعة حتيم بأنهم يرفضون الحضور في اجتماعات المكتب المسير.صراع تطور ليتحول إلى حرب بعد ابعاد حجي من حضور جمع عام شركة الفريق و انتخاب حتيم رئيسا لها. الرئيس حجي قدم استقالته للسلطات و سافر خارج البلاد فتحمل أعضاء الشركة مهمة تسيير الفريق الأول و كذا الفئات الصغرى.ليظهر من جديد الرئيس المستقيل بعد مرور الميركاتو الشتوي و يرفع دعوى قضائية بالمحكمة الإدارية بمراكش طاعنا في شرعية مكتب الشركة، حيث قضت المحكمة بعد المداولة بشرعية مكتب الشركة و ثبوت استقالة الرئيس خالد حجي.بعدها عمل حجي على حضوره ممثلا للفريق الملالي في اجتماع دعت إليه الجامعة الملكية لكرة القدم ، و رفض حضور نائبه حتيم ، علما بأن أعضاء الشركة هم من يتحملون عبء تسيير الفريق و تسيير الفرق الصغرى ماديا و لوجيستيا.و قد حاول بعض المنخرطين و غيرهم إجراء صلح بين الطرفين لما فيه مصلحة الفريق لكن ذلك باء بالفشل.و حتى بعد تدخل والي الجهة و تعيين لجنة لمواكبة الفريق لم يتم أي صلح ، بل استعر الصراع بين الطرفين…
اليوم، و بعد تحقيق ” الفشل” عوض الصعود ينتظر الشارع الكروي الملالي عقد الجمع العام السنوي و الذي يشكل المحطة الحقيقية للمحاسبة و تجديد هياكل الفريق.جمع عام يفرضه القانون و على رئيس الجمعية الدعوة إليه و عقده في الاجال المنصوص عليها، و ذلك مباشرة بعد نهاية الموسم الكروي رسميا في 30 يونيو الجاري و لا مجال للتهرب من ذلك.و يقتضي تداول و مصادقة منخرطي الفريق على التقريرين الأدبي و المالي بعد تصديق مسبق من الخبير المحاسب المعتمد.فمن سيعد و يقدم هاذين التقريرين؟ علما أن الرئيس حجي لم يسير بشكل مستمر و كان يتغيب كثيرا إضافة إلى أنه يرجح انه لا يتوفر على وثائق و تقارير التسيير اليومي للفريق و للفرق الصغرى. معادلة غريبة تستوجب تدخل السلطات الوصية و الرسمية أيضا ، للبحث عن حلول عاجلة لعقد الجمع العام و اخراج الفريق من حالة الفراغ، علما أن بطولة الموسم القادم ستنطلق في فاتح غشت المقبل بحكم تنظيم المغرب لكأس أمم إفريقيا.