تاكسي نيوز
فجع المغرب اليوم بخبر وفاة الأستاذ عبدالحق المريني، مؤرخ المملكة المغربية والناطق الرسمي باسم القصر الملكي، بعد مسيرة حافلة بالعطاء في خدمة الوطن، تاركا وراءه إرثا فكريا وثقافيا غزيرا سيظل محفورا في الذاكرة الوطنية.
وقد نعى المغاربة قاطبة هذا الوجه البارز من رجالات الدولة، الذي كرس حياته لخدمة الثقافة المغربية والدفاع عن ثوابتها، من خلال مؤلفاته التاريخية واللغوية، وكذا من خلال موقعه المرموق داخل المؤسسة الملكية، حيث كان صوت القصر وناقل رسائله إلى الأمة والعالم.
وُلد الراحل في مدينة سلا سنة 1934، وتلقى تعليمه في رحاب القرويين وفاس، قبل أن يلتحق بالعمل في الإدارة المغربية عقب الاستقلال. برز اسمه في مجالات متعددة: مؤرخا، كاتبا، شاعرا، ولغويا، ليعين لاحقا مؤرخا للمملكة وناطقا رسميا باسم القصر الملكي، وهو المنصب الذي ظل يتقلده بكل حكمة واتزان لسنوات طويلة.
تميز الأستاذ المريني بأسلوبه الرصين، وخطابه المتزن، واطلاعه الواسع على تاريخ المغرب وتراثه العريق، كما ساهم في التأريخ للملوك العلويين، وكتب في فن الحكم والسياسة والأدب المغربي، وقد تم تكريمه في مناسبات عدة داخل المغرب وخارجه تقديرا لجهوده الثقافية والعلمية.
برحيل عبدالحق المريني، يفقد المغرب أحد أبرز رجالاته المخلصين، الذين وهبوا حياتهم لحفظ الذاكرة الوطنية وتكريس القيم المغربية الأصيلة.
نسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يُلهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
“إنا لله وإنا إليه راجعون.”
