العربي مزوني
تشهد مدينة بني ملال خلال السنوات الأخيرة نموا عمرانيا لافتا، يتجلى في توسع رقعة البناء وظهور أحياء سكنية جديدة، وارتفاع مضطرد في عدد السكان، خاصة نتيجة الهجرة القروية من المناطق المجاورة. حيث يضع هذا التوسع المدينة على طريق التحول إلى قطب حضري بارز، ويعزز موقعها كعاصمة لجهة بني ملال-خنيفرة.
لكن، ورغم هذا الزخم العمراني، فإن المشاريع التنموية ما تزال دون المستوى المطلوب. فالبنية التحتية لم تواكب هذا الامتداد، والمرافق الترفيهية والثقافية ما تزال محدودة إلى حد كبير. و أحياء كثيرة تعاني من ضعف التجهيزات الأساسية كحي دوار المفضل، وأحياء النخيلة و الحربولية و أوربيع وايت تسليت و المنطقة الصناعية…
وفي وقت تفتقر فيه المدينة إلى مسابح عمومية وفضاءات خضراء ومراكز ثقافية ورياضية تليق بطموحات ساكنتها، خصوصا فئة الشباب، فإن مدن مجاورة أخرى استطاعت أن تستقطب هذه المشاريع.
و نستحضر في هذه الافتتاحية أن أبناء الجالية المقيمة بالخارج، الذين يعودون كل صيف بشوق لمدينتهم، لا يخفون أسفهم لغياب مشاريع ترفيهية حقيقية تجعل من بني ملال وجهة مريحة وجذابة، حيث يجدون أنفسم في موقف محرج مع أبنائهم الذين يطالبونهم بقضاء الوقت في الفضاءات الترفيهية مثل أكادير والرباط والدار البيضاء…
وأمام هذا الواقع، يطرح التحدي الحقيقي أمام صناع القرار المحليين والجهويين حول الكيفية التي تمكن من تحقيق تنمية تعيد لبني ملال بريقها الحضري والثقافي وليس فقط في السجال الواقع على اللون هل هو أبيض أم بني أو رمادي أو أو؟
وهذه دعوة للساهرين على تسيير الشأن المحلي بضرورة ربط العمران بالتأهيل، والنمو بالعدالة المجالية، والطموح بالاستثمار ليس في المجال فقط ولكن حتى في ما سيريح الإنسان من فضاءات ترفيهية وثقافية.
