العربي مزوني
في مشهد يعكس أقسى تجليات التهميش، احتشد العشرات من النساء والرجال والشيوخ وحتى الأطفال، أمام مقر ولاية جهة بني ملال خنيفرة، قادمين من دواوير آيت اعمر بجماعة فم أودي، حاملين معهم قنينات فارغة ولافتات تصرخ بالعطش، وبمطالب طالما قوبلت بسياسة “الآذان الصماء”.
المحتجون لم يبقى أمامهم من خيار سوى النزول إلى الشارع، تعبيرا عن سخطهم العميق تجاه واقع بئيس حرموا فيه من أبسط حقوق الحياة و الماء الصالح للشرب.
“فهل يعقل أن يعيش الإنسان في القرن الحادي والعشرين دون ماء؟”، تساءلت إحدى المحتجات ، وتضيف غاضبة “نضطر إلى قطع كيلومترات يوميا لجلب بضع لترات، نهين أنفسنا ونهدد حياتنا، بينما المسؤولون ينعمون بالماء البارد في مكاتبهم الفاخرة”.
ورغم الشكايات المتكررة التي وجهت للسلطات المحلية والجهوية، إلا أن صمت المسؤولين بقي سيد الموقف، وكأن الأمر لا يعنيهم، وكأن سكان هذه الدواوير لا يحسبون على هذه الجهة.
ويقول محتح :”المحتجون لم يطالبوا بالمستحيل، فقط أرادوا توفير الماء بمنازلهم ، والعيش بكرامة، تماما كما ينص عليه الدستور، وكما تقتضيه أبسط قواعد العدالة الاجتماعية”.
وعبر أحد المحتجين عن تدمره مؤكدا ان ما يحدث في آيت اعمر، هو وجه آخر لفشل السياسات التنموية الجهوية في العالم القروي، سواء من المنتخبين سواء من السلطات المحلية. متسائلا إلى متى يظل المسؤولون يختبئون خلف مكاتبهم، متجاهلين نداءات العطش والكرامة؟
وإلى متى يظل صوت المواطن أضعف من أن يسمع؟ هكذا تساءل أحد الشيوخ وهو يكاد يذرف دمعا من عينيه الشاحبتين وأمله في أن تلقى صرخته أذانا صاغية من المنتخبين وأمله أن يستجيب لهم محمد بنرباك والي الجهة وممثل صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ، نعم ملكنا الحبيب الذي طالما يوصي بالاهتمام بقضايا الماء وايصال هذه المادة الحيوية للمواطنين وخصص لإشكالية الماء حيزا مهما في خطبه السامية.