تاكسي نيوز // وكالات
هذا الفيديو الذي أصبح حديث وسائل الاعلام العالمية بينهم قناة bbc، تنشره تاكسي نيوز ليس للشماتة في دولة الجزائر ولا في النقص من كفاءاتها العلمية، لكون الجزائر بلد عربي من البلدان المصنفة في ترتيب الجامعات في الصفوف الأولى، وأيضا لها مجلات علمية في المراتب الرائدة عربيا. ولكن هذه حالة واحدة من آلاف المعطلين من أصحاب الشواهد العليا والذين أصبحوا ضحية تضحياتهم في سبيل التلقين العلمي، بعدما أفنوا أعمارهم في تحصيل العلم بمختلف الأسلاك التعليمية سواء في الجزائر أو في غير الجزائر.
هؤلاء الذين وجدوا أنفسهم أمام قساوة الحياة وغياب التشغيل رغم إيمانهم في أول مسارهم التعليمي بكون لا حل سوى العلم من أجل التوظيف والاستقرار الأسري، لكن وللأسف وجدوا أنفسهم في محن كبيرة، بل في وضعية تفاقمت بسبب وضعهم العلمي والأكاديمي الاعتباري الذي يحرجون به للانخراط في مهن حرة كانوا يمارسونها من قبل دون حرج ودون لوم المجتمع أحيانا.
فأصحاب الشواهد العليا في كل بقاع العالم ومنها المغرب، باتوا يؤدون خدمات جليلة للوطن وانخرط بعضهم في التدريس بالمؤسسات الحرة او العمومية، لتعويض النقص الحاصل، لكن وضعيتهم تتفاقم من يوم إلى يوم، وأصبحوا بين سندان العطالة القاتلة ومطرقة السن أحيانا، في بلدهم الذي يشغل أبناء المسؤولين والأعيان والأحزاب في مختلف الوظائف بالإدارات، فيكفي أن تكون عندك شهاد ” vip” ، ليست شهادة علمية فقط بل معها شهادة “من أنت”، شهادة ” ولد العائلة”…
طبعا هذا المعطل الجزائري ، لا أحد يعتقد أنه قرر أن يبيع القزبر للتسلية أو لاثارة قضيته فحسب، ولكن قرر ذلك لأنه اضطر لضمان قوت عيشه لأبنائه، ورغم بعض الأصوات الشاذة التي ستخونه وستجعله مثالا صارخا للإساءة للوطن، لكن أحيانا تمشي رياح المواطن المعطل بما لا يشتهي وطنه الحبيب سواء في الجزائر أو غير الجزائر.