وكالات
ذكرت تقارير إعلامية إسبانية، أنه في خطوة تعكس نضج التعاون الطاقي بين ضفتي المتوسط، سارع المغرب إلى مد يد العون لإسبانيا بعد تعرض الأخيرة لانقطاع واسع في التيار الكهربائي، حيث سخّر ما يقارب 38% من قدرته الإنتاجية لإعادة تشغيل محطات الجنوب الإسباني.
وتابعت التقارير أن الرباط، التي كانت تعتمد في وقت سابق على الكهرباء الإسبانية لسد حاجياتها المتزايدة، قلبت المعادلة مساء الإثنين، وبدأت في تصدير الطاقة نحو الشمال عبر كابلات الربط الكهربائي تحت مضيق جبل طارق، والتي عادة ما ترسل الطاقة في الاتجاه المعاكس. وبحسب بيانات “Electricity Maps”، فقد انتقلت صادرات المغرب من الكهرباء من صفر إلى 519 ميغاواط بحلول الساعة العاشرة ليلاً.
شبكة الربط، المكونة من سبعة كابلات بحرية بين محطة فرديوة قرب طنجة ومحطة طريفة في قادش، لعبت دوراً محورياً في عملية الدعم، حيث لم يتردد المسؤولون الإسبان في الإشادة بـ”الروح التضامنية” للمملكة، تضيف المصادر.
ومن المرتقب أن يشهد الربط الكهربائي بين المغرب وإسبانيا دفعة قوية مع انطلاق مشروع خطين إضافيين بحلول 2028، وهو ما سيمكن من تعزيز الأمن الطاقي في الجانبين، خصوصاً مع طموحات الرباط لبلوغ 52% من طاقتها من مصادر متجددة في أفق 2026، حسب ما أعلنته وزيرة الانتقال الطاقي ليلى بنعلي.
يُذكر أن المغرب يعوّل أيضاً على الغاز الطبيعي كطاقة انتقالية، حيث يجري حالياً تسييل الغاز في إسبانيا قبل ضخه عكسياً نحو المغرب عبر أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي، الذي أصبح اليوم يشكل رمزاً لتحولات عميقة في الجغرافيا الطاقية للمنطقة.