القصيبة تستضيف ندوة علمية حول “الإجهاد المائي” من تنظيم جمعية أصدقاء القصيبة للتنمية و البيئة و السياحة وباحثون يخرجون بتوصيات مهمة

31 مارس 2024
القصيبة تستضيف ندوة علمية حول “الإجهاد المائي” من تنظيم جمعية أصدقاء القصيبة للتنمية و البيئة و السياحة وباحثون يخرجون بتوصيات مهمة

تاكسي نيوز// مراسلة خاصة

 

نظمت جمعية أصدقاء القصيبة للتنمية و البيئة و السياحة، أمس السبت، ندوة علمية في موضوع :”الإجهاد المائي في المغرب ،آليات التكيف و سبل ترشيد استعمال المياه”، و ذلك بمناسبة اليوم العالمي للغابة و اليوم العالمي للماء اللذين يصادفان تباعا يومي 21و 22مارس 2024.

وتضمنت الندوة كلمة افتتاحية للجمعية و ثلاث مداخلات علمية ،الأولى من تقديم محمد الديقي وهو مهندس فلاحي بالمركز الجهوي للاستثمار تادلة وعضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بني ملال خنيفرة بعنوان :الإجهاد المائي بالمغرب و مستقبل الفلاحة بجهة بني ملال خنيفرة و المداخلة الثانية بعنوان :دور الغطاء النباتي في التخفبف من الإجهاد المائي و تنمية الموارد المائية من تقديم  حسن مهنة وهو مهندس غابوي متقاعد بينما كانت المداخلة الثالثة تحت عنوان :الحق في الماء ،أية استراتيجيات للمستقبل من تقديم هشام راضي المدير التنفيذي للجنة الجهوية لحقوق الإنسان بني ملال خنيفرة.

وأكد محمد الديقي في مستهل مداخلته أن جهة بني ملال خنيفرة و حوض أم الربيع عرف خلال السنوات الأخيرة انخفاظا كبيرا في نسبة التساقطات مما تسبب في انخفاظ مستويات ملء السدود و انخفاظ مستوى الفرشة المائية و نضوب الكثير من العيون المائية و انخفاظ صبيب المتبقى منها، مؤكدا أن المغرب دخل مرحلة الإجهاد المائي الحاد بحوالي 650 متر مكعب للمواطن (مؤشر الفاو للإجهاد المائي الخاص بنصيب الإنسان للماء على المستوى العالمي هو 1000متر مكعب.

وأضاف أن المغرب اتخذ عدة اجراءات استباقية حيث تمكن من إنجاز السدود الكبيرة و التلية و حفر الأبار و الأثقاب و تحلية المياه لكن الجفاف الذي عرفه المغرب في الست سنوات الأخيرة جعل المغرب يعلن حالة الطوارئ المائية ويتخذ أجراءات مستعجلة لمواجهة نقص المياه مما تسبب في تضرر الفلاحة حيث تسببت قلة المياه في موت الكثير من اشجار الزيتون و البرتقال في مناطق بني عمير و غيرها
واختتم الديقي مداخلته بمجموعة من التوصيات منها تشجيع السقي بالتنقيط و تشجيع الزراعات القليلة الاستهلاك للماء و تشجيع الزرع المباشر و غيرها.

وتناولت المداخلة الثانية التي ألقاها حسن مهنة حول دور الغابة و الغطاء النباتي في التخفيف من الإجهاد المائي و تنمية الموارد المائية حيث أو ضح أن الأشجار تلعب دورا مهما في الحفاظ على الموارد المائية عن طريق ضمان تسربها داخل التربة بفضل الذبال المتجمع تحت الأشجار فضلا عن دور الأشجار في الحفاظ عن التربة التي تسقبل المياه و تغذي بها الفرشات المائية و خزانات العيون.

و أكد  حسن مهنة أن مواجهة الإجهاد المائي يجب أن يتم ابتداء من الجبال التي تعرف تساقطات مهمة يذهب أغلبها إلى البحر لضعف بنيات الاستقبال و التخزين و توحل ااسدود.

و اختتم حسن مهنة مداخلته بتوصيات مهمة ضرورة تشجيع التشجير و غرس الأشجار لدورها في تلطيف الجو و توفير الظروف لاستقبال التساقطات و ضمان تسربها داخل التربة و عدم ضياعها كما دعا إلى ضرورة التنسيق بين القطاعات و توحيد السياسات العمومية لمواجهة الإجهاد المائي.

أما المداخلة الثالثة فقدمها هشام الراضي ،المدير التنفيذي للجنة الجهوية لحقوق الإنسان تحت عنوان :الحق في الماء ،أية استراتيجيات للمستقبل أكد فيها أن الإجهاد المائي نتج عن التغيرات المناخية التي باتت تعرفها بلادنا مع الكثير من بلدان العالم حيث انخفظت كمية التساقطات و ارتفعت كمية الماء المتبخر فضلا عن الاستغلال المكثف للموارد المائية مؤكدا ان الاقتصاد المغربي يعتمد اساسا على الفلاحة حيث يشغل 40%من السكان النشيطين و يستهلك أزيد من 80%من الموارد المائيةوأضاف أن الإجهاد المائي بات معطى بنيويا و ليس ظرفيا، مما يحتم على المغرب بناء نموذج صامد أمام التغيرات المناخية وقادر على ضمان الحق في الماء للأجيال المقبلة وما يرتبط به من حقوق أساسية كالحق في الغذاء و الحق في الصحة و الحق في الشغل و غيرها.

وعرض هشام راضي بعض التوصيات التي خرج بها المذكرة التي أنجزها المجلس الوطني لحقوق الإنسان بعنوان :الحق في الماء مداخل لمواجهة الإجهاد المائي في المغرب حيث قسمها إلى قسمين ،الأول خاص بالتوصيات المستعجلة منها البحث عن بدائل لبعض الزراعات المستهلكة للماء،و إدماج كلفة الماء في النموذج الاستثماري و تفعيل المسؤولية المجتمعية للمقاولات لحماية الموارد المائية و وضع قاعدة بيانات محينة لتتبع وضعية الماء بالإضافة إلى مكافحة تلوث المياه عبر تعميم الصرف الصحي و الحد من الاسغلال المفرط للمخزون الاستراتيجي للمياه الجوفية و الإسراع في تحلية مياه البحر.

أما القسم الثاني فخصصه  هشام راضي للتوصيات الاستراتيجية ومن بينها إعادة النظر في نموذج النمو القائم على مركزية القطاع الفلاحي و توزيع النشاط الاقتصادي عبر دعم القطاعات الأقل استهلاكا للماء و القادرة على إنعاش الشغل و اقتحام الأسواق الخارجية .

ومن أهم التوصيات الاستراتيجية التي أوصى بها المجلس كذلك تشجيع البحث العلمي للتفكير في بدائل فلاحية و اقتصادية محترمة للبيئة و مقتصدة للماء بالإضافة إلى ضرورو تحسين حكامة الماء عبر تفعيل القانون 36.15و تنزيل المخطط الوطني للماء و إخضاعه للتقييم و التدبير التشاركي للماء فضلا عن عقلنة الاستعمال المنزلي.

و قد تفاعلت الحاضرات و الحاضرون مع المتدخلين بالأسئلة و الإضافات. و أسفرت الندوة عن التوصيات التالية :
_ضرورة الحفاظ على الغابات من الاجتثاث

_تحلية ماء البحر ضرورية للمدن الشاطئية المغربية لاستعمالها في الشرب وليس السقي.

_الاعتناء بالجبال باعتبارها الأم التي تغذي السهول بالمياه

_ضرورة الحفاظ على الذبال(humus ) من الانجراف.
_التشجير ثم التشجير ،استعمال حواجز مائية صغيرة أصماد( gabions) للتخفيف والحد من الانجرافات .

_ ضرورة التنسيق بين كل الادارات المختصة بالماء (المصالح الفلاحية، الغابوية، الماء الصالح للشرب ،وكالة الحوض ،الجماعات المحلية….)

_ ضرورة التعاطي مع المنظومة الطبيعية كتراث حضاري لها دور في التماسك الاجتماعي و التقارب بين الشعوب والثقافات.

_وضع سياسة مندمجة وحلول مستدامة .

_ التحسيس على مستوى المؤسسات التعليمية والاستغلال المعقلن للثروة الغابوية لضمان حاجيات سكانها.

_استعمال الماء مسألة ضرورية للنمو الاقتصاد ي الوطني والطلب عليه سيزداد لهذا وجب التكيف الظرفي والتكيف الاستراتيجي مع الاحتياجات لهذه المادة الحيوية.

_تحسين حكامة استعمال الماء وترشيده وعقلنة الاستعمال المنزلي.

_ تدوير المياه العادمة

_تفعيل المسؤولية للفاعل الاقتصادي في الحفاظ على البيئة والماء.

_اعتماد تقنيات التنقيط في السقي كرؤية واضحة المستقبل

_وضع سياسة استباقية تجد حلولا مكيفة لوضعيتنا المائية.

_ الربط بين الاحواض

_ البحث العلمي هو المفتاح لتقليص التكلفة في تحلية ماء المياه.
الزيادة في الاعتماد على الطاقات النظيفة.
بعض التوصيات المقترحة من طرف الحاضرين الندوة:

_ اعتماد فلاحة في بيوت مكيفة

_العمل على استغلال اكبر وأمثل للتساقطات المطرية وتخزينها من الضياع .

_التركيز على تغيير سلوكات المواطنين

_لابد من من سياسة مجالية واضحة عادلة للحفاظ على الموارد المائية من الترحيل .

_ الترافع على المنطقة من أجل الاستفادة من ثرواتها المائية (الضفة اليسرى لنهر أم الربيع )سهل تكانت

_ غياب سهول تلية سبب في ضياع كميات مهمة من الماء .

– ضرورة الانتباه الى النواقص المسجلة في النموذج التنموي الجديد.

وخصصت الفقرة الأخيرة من الندوة لتكريم شخصيتين قصيبيتين هما المصطفى عزي المسحراتي الذي دأب على إيقاظ سكان القصيبة لتناول وجبة السحور بالإضافة إلى السعدية وسيعبو نظير ما قامت به من أدوار في تشجيع السياحة الجبلية و التضامنية و تشغيل النساء القرويات و إدماجهن .

 

الاخبار العاجلة