مبادرة مزيانة… حفل تقديم كتاب”دمنات التاريخ والمجال والمقاومة” بفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بدمنات

25 ديسمبر 2023
مبادرة مزيانة… حفل تقديم كتاب”دمنات التاريخ والمجال والمقاومة” بفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بدمنات

تاكسي نيوز/مراسلة

 

نظم مختبر السرديات والخطابات الثقافية بكلية الآداب بنمسيك بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ومختبر اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بكلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بجامعة الحسن الأول بسطات، بشراكة مع فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بدمنات، حفل توقيع وتقديم كتاب “دمنات التاريخ والمجال والمقاومة” الصادر حديثا والذي يضم أعمال الملتقى الثامن عشر للذاكرة والتراث الثقافي، المنعقد يوم السبت 20 ماي 2023 بإمنفري دمنات.

انعقد اللقاء في قاعة فضاء الذاكرة يوم السبت 23 دجنبر 2023 ابتداء من الساعة الثالثة والنصف مساء(15:30) ، بمشاركة باحثين وجامعيين وفاعلين محليين ومهتمين، وحضور عدد من الشركاء.

وقد انطلق اللقاء بالجلسة الافتتاحية التي نسق أشغالها: محمد محي الدين، بكلمة الأستاذ أنس بن اشو (نائب العميد في التكوين) ممثلا لكلية اللغات والفنون جامعة الحسن الأول سطات، جاء فيها: “لا بد في بداية هذه الكلمة من التنويه أولا بالمجهودات المبذولة لتنظيم ملتقى ثقافي نوعي حول “دمنات: المجال والتاريخ والمقاومة”، قبل أشهر، ثم في جمع أعماله وتحكيمها ونشرها في كتاب علمي ثانيا. ونعبر في هذه الكلمة الموجزة، باسم كلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بسطات؛ عن سعادتنا بنجاح وتحقق هذا المشروع العلمي أولا، بانعقاد أشغاله في ندوة علمية شارك فيها باحثون من جامعات مغربية مختلفة في ماي 2023، وثانيا، بجمع أعماله ونشرها في كتاب علمي أكاديمي يوثق للحدث، ويشكل إضافة علمية متميزة للمكتبة المغربية في دراسة تاريخ المغرب، ومجاله، وأعلامه، وتراثه.

وقدم الأستاذ سالم الفائدة: كلمة مختبر السرديات بالدار البيضاء (كلية الآداب بنمسيك بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء) مؤكدا في البداية على إدراك مختبر السرديات لحجم المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق كل الفاعلين والمثقفين الأكاديميين في بحث قضايا المجتمع وتاريخه وتراثه والحفاظ على الانسجام الثقافي والفكري لمكوناته، وهو ما لن يتأتى إلا بالدراسة العلمية الموضوعية والفهم السليم المؤسسين على البحث الجامعي القويم المتوسل بالوسائل التقنية والعدة المنهجية المناسبة والمتطورة والمتجددة والمواكبة.

وفي هذا الإطار يأتي هذا الكتاب ثمرة للندوة الوطنية التي نظمها المختبر وشركاؤه بدمنات (إيمنفري) يوم السبت 20 ماي 2023. بشعار “دمنات؛ المجال والتاريخ والمقاومة”، وكذا حصيلة لجهود عدد من الباحثين المتخصصين وذلك قصد بيان ما تزخر به المنطقة من كنوز ومؤهلات وتراث ثقافي مادي ولامادي، خدمة للمستقبل، والتنمية والتقدم والرقي.

وقد بين في كلمته أيضا كيف يشكل الأطلس الكبير الأوسط مجالا خصبا وغنيا بما يزحر به من تنوع طبيعي وجغرافي وما يحويه من موروث ثقافي ومعماري، ذلك أن المجال والبيئة والموروث الثقافي المادي وغير المادي في مدينة دمنات والنواحي ( أيت تمليل وقرية مكداز….) المتربعة على قمة الجبل بعمق الأطلس الكبير، حافل بتاريخ المقاومة الوطنية والشعبية التي قادتها القبائل خلال فترة الاستعمار الفرنسي، من خلال أهم الأحداث والشخصيات، وكذا عبر ما تراكم من الموروث الثقافي الذي سجل تلك الاحداث.

وقد بيّن الفائدة في كلمة المختبر كيف انخرط الباحثون والباحثات في مجالات التاريخ والمجال والآداب والسوسيولوجيا والانثروبولوجيا والثقافة للمشاركة في رسم معالم هذا الكتاب عبر اثنين وعشرين بحثا محكما ستشكل إضافة هامة للرصيد الوثائقي والمعرفي عن المنطقة. وقد ختم كلمته بشكر كل الشركاء الذين ساهموا في إنجاح الملتقى بداية، وكذا كل الفاعلين الذين عملوا على إنجاح هذا اللقاء التاريخي لتوقيع وتقديم الكتاب بدمنات.

وبيّن محمد العلوي القيم على فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بدمنات في كلمته الترحيبية، أهمية مثل هذه المبادرات العلمية التي تنسجم مع رسالة المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأهدافها للنهوض بالأقلام الواعدة والبحوث العلمية الرصينة في مجال صيانة الذاكرة التاريخية الوطنية والجهوية والمحلية وكل ما له علاقة بالتاريخ الوطني والتراث.

وفي كلمة عن جماعة أيت تامليل، عبر رضوان العسري عن سعادته بصدور كتاب يضم أعمال لقاء ساهموا فيه إلى جانب الجامعتين خدمة لتاريخ دمنات ومجالها، وفي كلمة الفعاليات الجمعوية المحلية، تناول الكلمة مولاي عبد حفيظ صاحب فضاء تامونت السياحي والثقافي، معبرا عن شكره للمساهمين في إخراج كتاب تاريخي وثقافي عن مدينة دمنات والأطلس، الذي سيظل وثيقة شاهدة على العمق التاريخي والأهمية التي تميز دمنات وحضارتها ومعبرا عن سعادته أيضا بهذا المولود الذي سيكون سندا للفاعلين الاقتصاديين والمحليين لتطوير المدينة وتنميتها.

والتأمت بعد ذلك الجلسة العلمية المخصصة لتقديم كتاب ”دمنات التاريخ والمجال والمقاومة” والتي نسّق أشغالها الأستاذ محمد أبحير، وقد عبر عن سعادته بهذا اللقاء المميز الذي ينشغل بكتاب سيشكل إضافة لرصيد دمنات، بعدها قدّم المداخلة الأولى ذ. عبد الهادي زيدان بعنوان “دمنات التاريخ والمشهد الحضري”، متحدثا عن الموقع الجغرافي للمدينة وجوانب من تاريخ دمنات على اعتبار أنها لعبت أدوارا مهمة عبر تاريخ المغرب وشكلت حلقة وصل بين العاصمتين التاريخية للمملكة مراكش وفاس وكانت مركزا مهما للقوافل التجارية، كما تطرق للانتماء القبلي للمدينة وأهم القبائل المجاورة، ثم دور منطقة دمنات في مقاومة الاستعمار ونماذج من أسماء وأعلام المنطقة، ناهيك عن الوجود اليهودي بالمدينة والذي لازالت بعض آثاره شاهدة على ذلك التعايش الديني والثقافي، إضافة إلى ضرورة تبني مقاربة تشاركية فعالة من أجل مشهد حضري يراعي حاجيات الساكنة، وفي الأخير أشار زيدان إلى كون هذا المؤلف الجديد يعتبر إضافة مهمة للخزانة الوطنية سيساعد الطلبة والباحثين لا محالة في الاطلاع على تاريخ وتراث المدينة متقدما بالشكر الجزيل لكل من ساهم في إخراج هذا الكتاب إلى حيز الوجود.

وفي المداخلة الثانية للأستاذ اسماعيل مرجي بعنوان:” دمنات: الثقافة والتراث المادي واللامادي: تحدث الباحث عن أهمية التراث في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياحية، ذاكرا أهم البحوث التي ضمها الكتاب في الموضوع، كما ذكر نماذج من تراث المنطقة كالمخازن الجماعية والأدب الشفوي والمدارس العتيقة والمكتبات والخزائن الخاصة، ومؤلفات لأبناء دمنان، والمناظر والمباني القروية، وختم كلمته بتوصيات ومقترحات للحفاظ على تراث المنطقة وصيانته.

أما المداخلة الثالثة من تقديم الباحث بدر جميل بعنوان “روح المقاومة في الشعر النسائي الأمازيغي بالأطلس الكبير” فقد جاءت في سياق الاحتفاء بصدور المؤلف الجماعي “دمنات التاريخ والمجال والمقاومة.” قدم من خلالها قراءة أدبية قصيرة لمحتويات الفصل الثالث والأخير منه والمعنون ب “الشعر النسائي الأمازيغي بالأطلس الكبير: مريريدة نايت عتيق وأشعار بوكافر.” وقد حاول تقسيمها، إلى بعدين رئيسين: البعد الأول: جعله بعدا قضويا ضمنه خلاصات للقضايا المركزية الكبرى التي قدمها المتدخلون في أوراقهم وأبحاثهم العلمية. أما البعد الثاني: خصصه لقراءة نقدية مركبة مختزلة وموجزة لمباحث الفصل الثالث من المؤلف..

بعد مداخلات الجلسة العلمية توالت كلمات عدد من الباحثين المشاركين في الكتاب، محمد العلوي، رشيد شحمي، لحسن إفركان، مصطفى كوندي، رشيد أبلال، معبرين عن أهمية الكتاب وقيمته المعرفية، ومتحدثين عن تجاربهم البحثية، وكذا عن سعادتهم بالمشاركة في هذا الجهد العلمي والبحثي المتميّز الذي سيسدّ الفراغ الوثائقي الحاصل عن المنطقة.
كلمة الختام قدمها الأستاذ إبراهيم أزوغ الذي عبر عن استمرار الجامعة المغربية في نبش التاريخ المحلي وصيانته عبر دراسات وكتب أكاديمية، تعزز الرصيد الوثائقي والبحثي، خدمة لقضايا التنمية والثقافة والذاكرة ليس في دمنات فقط، بل عبر مختلف ربوع المغرب، موجها دعوة إلى الباحثين من أبناء المنطقة إلى الاستمرار في البحث والتنقيب لتحقيق تراكم معرفي يساهم في تطوير مجتمعنا وبنياته.

 

 

 

 

الاخبار العاجلة