الجزايريين نصفو المقاوم عبد القادر والدور على المغاربة ينصفو خربوشة!… “باطما” تتطاول على أغنية “خربوشة” التاريخية رمز النضال والمقاومة وخاص وزارة الثقافة تدخل لانصاف هذ الاغنية التراثية من “التشويه” و”البوز” !

5 أغسطس 2023
الجزايريين نصفو المقاوم عبد القادر والدور على المغاربة ينصفو خربوشة!… “باطما” تتطاول على أغنية “خربوشة” التاريخية رمز النضال والمقاومة وخاص وزارة الثقافة تدخل لانصاف هذ الاغنية التراثية من “التشويه” و”البوز” !
جمال مايس/ الصورة تعبيرية

 

 

هي مهْزلة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وتَطاول على رموز الأغنية الثقافية التراثية الأصيلة التي واجَهت ظُلم وجبروت بعض القياد الذين فضَّلوا الارتماء في حضن الظّلم والشّر وأساؤوا لوطنهم أكثر مما خدموه.

 

فرغم أن حُرية الفن مضْمونة للفنانين والفنانات، إلاَّ ان هذه الحُرية لابد أن تكون مُقيَّدة بقوانين واضحة خصوصاً حين يتعلق الأمر بالتَّشويش على أُغنية تاريخية يرى المغاربة بطلتها “خْرْبوشَة” رمزاً من رموز الأغنية التراثية التي قاومت بكل شجاعة ظلم القائد عيسى بن عمر الذي اتهمته بقتل أفراد أسرتها والتَّنكيل بقبيلتها.

فأغنية “خربوشة” كانت سلاحاً فتاكاً رسائلها تَخْرِق الآذان وتضْرب العقُول وتُشتت أركان ظُلم القائد الذي أرهقته كلماتها الثَّاقبة وقلبت عليه المواجع من كل جهة، وشوشت على قيادته المُستبدة، ودفعت الناس لمواجهته ووضع حد لسلوكاته الجشعة المُستمرة.

وعوْدةً إلى موضوع أغنية دنيا باطما التي أرادت ان تصنع بها “البوز” وطرحتها على الانترنيت على شكل كَشْكول غنائي أسمته ب”خربوشة” وافتتحته بمقطع من هذه الأُغنية التاريخية، قبل ان تنتقل إلى أداء مقاطع مُنوعة من الأغاني الشعبية. فهذه الاغنية التي أطْلقَتها المُغنية باطما لا تتَقاطع مع أُغنية خْرْبوشَة لا في الأهداف ولا في الكلمات، ولا في اللَّحن والأداء. وهذا ما عبَّرت عنه شريحة واسعة من المغاربة في تعليقاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، وبدوري أضم صوتي إلى صوتهم بكون “باطما” أساءت لخربوشة بشكل غير مقبول. بل “خربوشة” هي من كرَّمت “باطما” وليس العكس.

ومن الصُّدف التي تؤكد ان دنيا باطما اختارت الأغنية بشكل عشْوائي بدون أدْنى دراسة او قراءة لأَبعاد اختياراتها، هو اقْحامها لصُورة المُقاوم الجزائري عبد القادر رمز المقاومة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي. حيث كان من المُمكن للمغنية باطما ان تَسْتَشير أَهل الاختصاص حول إعادة أدائها لأغنية خربوشة ضمن كشكولها المُتنوع، ليبينوا لها التأثيرات التي قد تُرافق ذلك. كما كان على المغنية باطما التي تعيش في ظروف مُلائمة وتحت المُكيفات والسَّيارات، ان تُبدع في
أداء أغنية من إنتاجها الخاص ، وأن تأخذ العِبْرَةَ من “خربوشة” التي أَبدعت أُغنيتها الخالدة في ظروف يَطْبَعُها الوعيد والتَّهْديد بالقَتل والمُلاحقة في كل مكان.

و إذا استطاع الجزائريون التَّبليغ عن الأغنية التي طرحتها باطما على يوتوب، وتمكَّنُوا من إقناع المنصة العالمية بحذف هذا الفيديو بسبب صُورة المقاوم عبد القادر الجزائري، بل أجبرُوا المُغنية باطما على حذف الصُّورة وإصدار فيديو كليب جديد. فإن الدور على المغاربة هم الاخرون ان يُطالبوا بحَذف مقطع “خربوشة” الذي أساءت له باطما حين أدخلته في الكاشكول الشعبي، حيث كان عليها، إمّا ان تعِيد غناءه كاملاً أو لتترك الأغْنية التَّاريخية لحالها بدل تَشْويه كلماتها وسياقها التاريخي الذي يحكي عن قُوة المغاربة في مواجهة بعض القيَّاد الذين عاتوا فساداً في البلاد، وهذا النَّوع من القياد هو الذي ارتمى في أحضان الاستعمار الفرنسي وسَهَّل دخوله واحتلاله لهذه الأرض الطاهرة الشَّريفة التي كانت حُرة وعاشت آبية شامخة تحت حُكم الشُّرفاء العلويين منذ قرون إلى الآن.

فالدَّور أَيضاً على الجمعيات التي تُعنى بحماية التراث، وعلى أحفاد و قبيلة خْرْبُوشَة لتطالب باحترام حقوق المُؤلف، وتَشكي باطما إلى “الهاكا” وكل القنوات التي تتَحكَّم في قطاع الفن، ولما لا ان تَتَدخَّل وزارة الثقافة التي ترعى وتحمي التراث بكل أصنافه من الضياع والتشويه. وذلك لرد الاعتبار للأغنية التاريخية التي تُجَسِّد تمثلات النخوة والشجاعة والتاريخ و تُراث “العيطة” المغربية في ذهنيات المغاربة. هذه “العيطة” التي واجهت وقاومت الظُّلم الذي كان يُمارسه بعض خدام الاستعمار الغاشِم.

الاخبار العاجلة