مبادرة مزيانة بزاف… رواية علبة الأقنعة تجمع الكاتب محمد رفيق بنزلاء السجن المحلي بني ملال

27 أبريل 2023
مبادرة مزيانة بزاف… رواية علبة الأقنعة تجمع الكاتب محمد رفيق بنزلاء السجن المحلي بني ملال

 

 

افادت مؤسسة السجن المحلي لبني ملال، ان الكاتب محمد رفيق حل ضيفا على المقهى الثقافي بالسجن المحلي بني ملال، مساء يوم الأربعاء 26 أبريل 2023، في لقاء ثقافي مفتوح مع نزلاء ونزيلات المؤسسة، حول عمله الابداعي الموسوم ب “علبة الأقنعة”، وذلك في اطار برنامج المقاهي الثقافية في السجون .

اللقاء كان من تقديم الاستاذة أمينة الصيباري، افتتحته بالترحيب بضيف اللقاء، مقدمة نبذة مختصرة من سيرته الذاتية، مشيرة إلى أن الكاتب إعلامي وشاعر، حاصل على شهادة الاجازة في اللغة عربية وآدابها ، وشهادة الإجازة المهنية في الصحافة المكتوبة، وماستر في تخصص المجال والتراث والتنمية الجهوية ودكتوراه في الآداب و العلوم الإنسانية- تكوين التاريخ و التراث الجهوي.

 

ونوه الكاتب في بداية اللقاء بجهود كل الفاعلين و المساهمين في تنظيم أنشطة المقهى الثقافي بهذه المؤسسة، كتاب و ادارة المؤسسة ونزلائها وباقي الشركاء، و هي بحق مبادرة متميزة تعطي قيمة نوعية ورمزية للإبداع الادبي و الفكري عموما، الذي يعد قاعدة أساسية في برامج تأهيل السجناء لإعادة الادماج.

 

بعد هذه الكلمة المقتضبة للكاتب، وكعادة اللقاءات الثقافية المنظمة بالمقهى الثقافي أعطيت الكلمة للنزيلات و النزلاء الحاضرين الذين أطلعوا بشكل مسبق على العمل الروائي موضوع اللقاء منذ بداية شهر أبريل الجاري، بدورهم أغنوا اللقاء عبر مجموعة من التدخلات شملت جميع مناحي العمل الروائي، بداية بالعوالم السردية للرواية و خصائص البنية السردية المعتمدة، مرورا بطبيعة الحوار الذي أقامه الكاتب عبر فضاءات تخييلية وأمكنة بالمغرب وأوروبا وأمريكا مرورا بالشام والعراق وتركيا، فضلا عن تناول العمل أيضا لقضايا اجتماعية تلامس الواقع المعيش من خلال مسار حياة رشيد الشخصية المنطلقة من بلدة ريفية -بني عامر- عاشت مسيرة مليئة بالعقبات وتحولات في الزمان و المكان عبر تقمص أقنعة مختلفة أملا في التخلص من أمراض اجتماعية وتامين ظروف معيشية قارة، مشيرين كذلك الى أن العمل الذي بين أيدهم اليوم، هو عمل غني دلاليا ومعرفيا، كما أنه عمل تميز بالأبداع و الجدة من خلال إعادة صياغة الأحداث والوقائع بين الواقع والمتخيل، اذ هو بحق قيمة اضافية للمتن الروائي المغربي.
وفي إطار التفاعل الإيجابي من طرف الكاتب مع ما ورد في تدخلات النزلاء، قال: “في الحقيقة أنا جد سعيد لأن النص حقق غايته وحقق المطلوب وهي قراءته”، و من خلال تلقي النص بمنظور ومقاربات مختلفة، و رؤى نقدية متعددة، يضيف الكاتب وهذا هو الجميل في الكتابة، فبفضل الحوار وملكة العقل نكتب نصا ابداعيا ونصنفه ( رواية، سيرة ذاتية …)، وقد يتطابق مقطع ما في الرواية مع جانب ما من حياة شخصيتنا، و أن النص الذي نتحدث عنه اليوم هو نص يمتاز بشيء اسمه الخيال، ولا يعني هذا أننا ننطلق من خيال مطلق، بل ننطلق من أحداث نعيشها من حيواتنا في علاقتنا بالآخر و بالعالم الخارجي، وهذه الأشياء تشكل حافزا للكتابة.

وأوضح الكاتب أن ايضا، أن للرواية مقومات، على المستوى الجمالي و الفني؛ فيها سرد، فيها أحداث، فيها زمان ومكان، و فيها شخصيات، أي أن هناك بناء فني جمالي سطره النقاد وهو ما يمكننا من تصنيف نص إبداعي ضمن جنس أدبي معين، متفاعلا أيضا مع التدخلات التي توقفت حول عتبة النص، حيث أشار الكاتب إلى أن دور عتبة النص من قبيل كثافة الالوان و العنوان، فكل ذلك وفي جهة نظر الكاتب علامة وخطاب موجه للقارئ الذي له الحرية في القراءة، كما أن العنوان والتشكيل الكاليغرافي هو عتبة للنص وهو نص موازي للنص يحاول من خلاله الكاتب أن يعطي مجموعة من الاشارات الدالة التي تساعد على قراءة النص و مقاربته، كما جاء في بعض المدخلات “لكل بيت عتبة”، وعتبة النص هي المؤشرات التي تفتح لنا الباب لقراءته، قد تكسر أفق انتظار القارئ وقد تتوافق معه.

يشار إلى أن برنامج المقاهي الثقافية بالسجون فكرة أطلقتها المندوبية منذ سنة 2017 في إطار الجيل الجديد من البرامج التأهيلية، التي يتم من خلالها تمكين نزيلات و نزلاء المؤسسات السجنية من لقاءات مع رجالات الثقافة والفن والعلم، وعيا منها بضرورة اعتماد وسائل ناجعة ترمي إلى تحقيق التكامل بين البرامج الثقافية والفكرية وبرامج تأهيل السجناء لإعادة الادماج، وتطوير مجال انفتاح السجين على العالم الخارجي تمهيدا لإدماجه فيه.

الاخبار العاجلة