إعادة فتح معبر الكركرات: “وتنضاف مفخرة وطنية أخرى في شهر نونبر … دلالات واستثمار”

16 نوفمبر 2020
إعادة فتح معبر الكركرات: “وتنضاف مفخرة وطنية أخرى في شهر نونبر … دلالات واستثمار”
محمد بنوي : باحت في مجال التربية و المجتمع

 

مدخل:

يعتبر شهر نونبر من الشهور التي تؤرخ لأحداث وطنية عظيمة حاسمة في تاريخ المغرب والتي أعطت الدليل،لكل من يحتاج الى دليل، أن حب الوطن والتضحية من اجل الدفاع عن أرضه وترابه التاريخي الشرعي والمشروع ،هو ما يوحد المغاربة قاطبة .فبعد التحرر من ظلام الحجر والحماية وبزوغ نور الحرية والاستقلال في 18 نونبر 1955 وتنظيم المسيرة الخضراء المظفرة في يوم 6 نونبر 1975 وعودة الصحراء المغربية في جنوب البلاد الى حضن الوطن الأم بقيادة الملك الحسن الثاني رحمه الله -دون ان تنسى ذاكرتنا الوطنية ما حدث يوم 18 نونبر، كذلك، من سنة 1933 حينما قررت الحركة الوطنية وقائدها الفذ السلطان محمد الخامس طيب الله تراه تحدي السلطات الإستعمارية الفرنسية والاحتفال بأول عيد للعرش في المغرب- انضافت ملحمة وطنية أخرى إلى السجل الوطني الحافل بالدروس والعبر في الوطنية ،خلال هذا الشهر،الى قائمة المفاخر التي ستبقى خالدة في تاريخنا الوطني المجيد .انها مفخرة 13 نونبر 2020 بمنطقة الكركرات في جنوب الصحراء المغربية ،بوابة اوروبا عبر المغرب نحو افريقيا جنوب الصحراء والتي أنجزتها قواتنا المسلحة الملكية بقيادة الملك محمد السادس حفظه الله. فماهي دلالات هذه” المعركة ” الوطنية الجديدة التي انتصر فيها المغرب مرة أخرى وكيف يمكن استثمار هذا الانجاز التاريخي ؟

1- دلالات إعادة فتح معبر الكركرات

لو أطلقنا العنان لتفكرينا ولقلمنا وللغتنا العربية الفصيحة والمبدعة،فان هذا المقال المتواضع ومن خلال هذا الحيز الذي تفرضه ضرورة الاختصار والاختزال، لن يتسع لذكر كل الدلالات التي يمكن التأكيد عليها فيما يخص حدث 13 نونبر 2020 بجنوب المغرب.لكن رغم ذلك يمكن الوقوف على البعض منها من خلال الافكار التالية:

_ إعادة فتح هذا المعبر يدخل ضمن ممارسة المغرب للسيادة على كل أراضيه المحررة ويعتبر حقا مشروعا بقوة التاريخ والجغرافيا .

– ان المغرب مقتنع والمغاربة مؤمنون بقضيتهم العادلة وبان تلك الأرض الطيبة جزء من ارض الاجداد وان كان المستعمر قد احتلها لظروف تاريخية ،فان الحق عاد للاصحابه “بالعرق والدم” قدم من خلاله هذا البلد العظيم العديد من الشهداء في جميع المراحل التاريخية ولازال الشعب المغربي مستعدا لتقديم المزيد من التضحيات ،مهما كانت تكلفتها، ليبقى الوطن موحدا وشامخا ولن يسمح في اي شبر من أرضه.

_ ان للمغرب دولة عريقة متجذرة في التاريخ ترتكز على توابت” الدين الاسلامي الحنيف والملكية الدستورية والاختيار الديمقراطي والمبنية على الهوية الوطنية الموحدة المتعددة المكونات” وهذا ما يعزز الانتماء القوي لهذا الوطن.

_ ان الزمن مهما طال ،لابد للتاريخ ان يقول كلمته وان الحق مهما حاول اعداؤه نكرانه او التشويش عليه لابد ان يعود إلى أصحابه وان ينتصر ويعلو.

_ ان تاريخ الشعوب والدول يكشف ان الكيانات المصطنعة يكون مالها الاندتار والزوال وان الامم والحضارات التي لها جذور في التاريخ وامتداد في الجغرافيا هي التي تستمر في الوجود الى ان يرث الله الارض كلها ومن عليها .

_ ان الانفصال عن التاريخ وعن الجغرافيا وعن الوطن و بايعاز ودعم ومساندة من جهات خارجية لايمكن ان يؤدي الا إلى خلق مجموعة من العصابات وقطاع الطرق ومليشيات مسلحة إرهابية قد تشكل خطرا حتى على الدولة التي صنعتها .

إن من مصلحة الدول خاصة تلك التي تربطها روابط حضارية ومجاورة لبعضها البعض ، التكتل والوحدة من أجل مصلحة شعوبها في التنمية والتقدم .

انطلاقا من كل هذا يمكن القول ان إعادة فتح معبر الكركرات من طرف المغرب يشكل لحظة تاريخية واستمرارا لتأمين الوحدة الترابية والدليل على ذلك الترحاب والتأييد والمساندة الافريقية والعربية والإسلامية والدولية التي قوبلت بها المبادرة المغربية في منطقة الكركرات.وهذا يعني ان هذه الشرذمة الانفصالية التي تنكرت لاجدادها ووطنها تعيش في مازق أمام هذه الانتصارات الميدانية والسياسية والديبلوماسية المتتاليةالتي يحققها المغرب.

2- كيف يمكن استثمار ما تحقق؟

كمهتم بالجانب التربوي والاجتماعي يمكن التأكيد أن المدرسة المغربية بكل مكوناتها لها مسؤولية كبيرة ليس فقط على المستوى التربوي والمعرفي والعلمي ولكن ايضا على مستوى نشر الثقافة الوطنية ليتعرف اطفالنا وشبابنا على تاريخ بلادهم اولا ومتابعة ما يجري من احدات وانتصارات في قضية وحدتنا الترابية لتستمر الأجيال اللاحقة في حمل المشعل الوطني وان يستمر الفكر الوطني في التوهج وان تقتنع كما اقتنع من سبقنا و كما نقتنع نحن، الجيل الحالي ، بانه يمكن للمغربي (ة) ان يسمح وتسمح في كل شيى الا في الوطن.

خلاصة :

لن اجد خير ما سأختم به هذا المقال احسن من هذه القولة ” الذي باع بلاده وخان وطنه ،مثل الذي يسرق من بيت ابيه ليطعم اللصوص،فلا ابوه يسامحه ولا اللص يكافئه” وعليه اقول لهولاء الانفصاليين اينما وجدوا : لل
لا تعيشوا في الاوهام وعلى الاوهام ولا تنتظروا من اللصوص الذين شجعوكم لسرقة بيت المغرب اي مكافأة في المستقبل،عليكم ان لا تنتظروا منهم الا الأسوأ ،فعودوا الى وطنكم الأم والى بيت ابيكم الاصلي قبل فوات الاوان لأن” الوطن غفور رحيم “.

الاخبار العاجلة