إلى روح الفـقـيد “الأستاذ عبد السلام بورقية” بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحـيله

18 سبتمبر 2020
إلى روح الفـقـيد “الأستاذ عبد السلام بورقية” بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحـيله

 الأسـتـاذ مـروان اغـربـاوي

البريد الالكتروني : avocat.maro.agh@gmail.com

       تحل يوم 18 شتنبر 2020 الذكرى السنوية الأولى لوفاة المرحوم قيد حياته عبد السلام بورقية، الأستاذ المُدرِس و رَجُل الإعلام، رحمه الله بواسع رحمته و غـفـر له وأسكنه فسيح جناته.

      وبطبيعة الحال فإن هذه المناسبة تشكل محطة خاصة لعائلة المرحوم و أهله و زملائه و لكافة ساكنة مدينة بني ملال ونواحيها التي صادف مسارها في يوم من الأيام هذا الرجل و التي لن تنسى تواجده إلى جانبها كلما لجأت إليه، و لعل هذه هي من بين أهم الخِصال التي ميزت مسار الأستاذ عبد السلام بورقية تغمذه الله بواسع رحمته.

      كان الأستاذ عبد السلام بورقـيـة قد بدأ مساره كأستاذ للغة العربية  ببني ملال خلال تلك المرحلة عُرف الراحل بجديته و عطاءه السخي الذي استفادت منه أجيال متلاحقة على مدى سنوات طويلة، ليس فقط فيما يخص تدريس اللغة العربية وقواعدها، و لكن أيضا فيما يخص تلقين و زرع مبادئ العطاء و الطموح و نكران الذات و التعاون و الصبر و النفس الطويل لتحقيق الطموحات و هو ما يشهد به جميع من كان لهم حظ في التمدرس على يدي المشمول برحمة الله الأستاذ عبد السلام بورقية.

     بعد ذلك، انتقل الأستاذ عبد السلام بورقية إلى الاشتغال بمصلحة التخطيط التابعة للمصالح الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بباب افـتـوح بمدينة بني ملال، وهناك استمر الأستاذ في عطائه السخي خِدمة ً لرسالة نبيلة هي التربية و التعليم حيث يشهد زملاؤه بالمصلحة المذكورة بروحه المرحة و سِعَـة صَدره و تعاونه مع الجميع و حرصه الشديد على العمل المتواصل واضعا تجربته الكبيرة رهن إشارة الجميع.

    و معلوم أن الأستاذ عبد السلام بورقية لم يكن فقط أستاذا مُدرسا و إطارا تربويا، بل إنه كذلك رجل إعلام حيث عمل مراسلا لعدة جرائد وطنية منها الصباح و رسالة الأمة والأحداث المغربية، حيث كان معروفا بحرصه الكبير على نقل الأخبار المحلية و تحليلها بكل أمانة و تجرد خِدمة لمدينة بني ملال مسقط رأسه ، كما يتذكر المتتبعون مقالاته الصحفية المتميزة التي كانت تهتم بالشأن المحلي للمدينة كمساهمة منه في الدفع بعجلة التنمية المحلية خِدمةً للصالح العام، بل إن هوسه بالصحافة والإعلام جعله وجها مألوفا لدى ساكنة المدينة حيث كان متواجدا في الميدان لنقل معاناة الناس و همومهم و مشاكلهم اليومية إلى الجهات المسؤولة من خلال تدخلاته الشفوية و كلماته في الملتقيات والندوات المُنـَظَمَة على صعيد المدينة و الجهة، و كذا من خلال كتاباته في مختلف المنابر الإعلامية المحلية منها أو الوطنية، و هكذا استمر حت آخر أيام حياته حيث تَـقـلَـدَ مسؤولية مدير جريدة الحدث الجهوي الإلكترونية و هناك نهل من تجربته المتراكمة و مبادئه الإنسانية مجموعة من الشباب الإعلاميين.

       الأستاذ عبد السلام بورقية كان في خدمة الجميع فهو مثال لنكران الذات، حيث كان زوجا خدوما حاضرا واقفا ثابتا إلى جانب زوجته و كان أبا حنونا و سندا قويا حريصا على نجاح ابنته الوحيدة واقفا إلى جانبها خلال مسارها يوما بيوم بل ساعة بساعة، وكان رحمه الله لا يتأخر على الوقوف إلى جانب  إخوانه  و كل أفراد عائلته حيث كان ناصِحاً، و مُصَبِـراً، و مصدر اطمئنان، و فـأل خـيــر.

       الأستاذ عبد السلام بورقية هو نموذج لذلك الرجل المِعطاء، الخلوق، الأنـيـق، الخدوم، النشيط، البشوش،  فهو كان يُساعد الجميع و يـقـف إلـى جانب الجميع، و كان لا يبخل على أحـد على حساب وقته و جهده و صحته.

      رحم الله عبد السلام بورقية وأسكنه فسيح جِنَانِه، و إليه نقول فإن ذهبت روحك إلى بارئها فإن ذِكراك باقية و ستبقى محفورة لدى عائلتك و زملائك و عموم ساكنة بني ملال الشاهدة على سخاءك و عطائك ونُصرتك للحق و خِدمتك اللامشروطة لكل من كان له حظ لِـقـائِكَ من قريب أو بعيد.

الاخبار العاجلة