كذبة أبريل

3 أبريل 2017
كذبة أبريل
أسامة باجي /رأي حر

 

بعد دقائق معدودة من دخول شهور أبريل عرفت مجموعة من مواقع التواصل الإجتماعي عادة سنوية تدعى كذبة أبريل في هذه التدوينة حاولت جمع مجموعة من المعلومات حول كذبة أبريل :
كان الأوروبيون وحتى العرب معهم يحتفلون بـ #كذبة_إبريل أو يوم الكذب في الأول من الشهر الرابع من #السنة_الميلادية في كل عام، من خلال الخدع وإطلاق النكات والمستملحات
ويسمى #ضحايا ذلك اليوم بأغبياء كذبة إبريل، حيث تشارك #وسائل_إعلام وصحف ومجلات في الكذب أيضاً، بأن تنشر مثلاً أخبارا ملفقة أو قصصا وتقارير ليست لها أي أساس من الصحة.
وعلى الرغم من شعبية هذه المناسبة منذ القرن التاسع عشر إلا أنها لم تصبح احتفالاً رسمياً في أي بلد بالعالم، حيث ظلت فقط مرتبطة بالدعابات والأكاذيب
فسقط العرب في ضحايا لهذه العادة فأصبحوا ينتظرون هذا اليوم لترويج أخبار أو إساءات غير مباشرة بدعوى هذا اليوم وتعود قصة كذبة أبريل إلى قصص الشاعر والكاتب الإنجليزي جيفري تشوسر الذي عاش في القرن الرابع عشر الميلادي، الذي ألف لمجموعة قصصية ولشعرية باسم “حكايات كانتربري”، أول من ضمن قصصا تجمع بين تاريخ الأول من إبريل والأكاذيب، ما يشير إلى قدم هذه المناسبة.
وهناك روايات اخرى تقول انه لا توجد حقيقة مؤكدة لأصل هذه العادة حيث رجحت بعض الأراء أن أصل هذا اليوم هو أن الكثير من مدن أوروبا ظلت تحتفل بمطلع العام في الأول من أبريل، حيث بدأت هذه العادة في فرنسا بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع عام1564م وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ في يوم 21 مارس وينتهي في الأول من أبريل بعد أن يتبادل الناس ‏هدايا عيد رأس السنة الجديدة.
ثم جاء البابا غريغوري الثالث عشر بنهاية القرن السادس عشر وعدل التقويم ليبدأ العام في 1 يناير، وتبدأ احتفالات الأعياد من 25 ديسمبر، وأطلق الناس على من ظلوا يحتفلون حسب التقويم القديم تعليقات ساخرة لأنهم يصدقون (كذبة أبريل)
انتشرت إلى البلدان ‏الأخرى وانتشرت على نطاق واسع في إنجلترا بحلول القرن السابع عشر الميلادي ويطلق ‏على الضحية في فرنسا اسم السمكة وفي اسكتلندا نكتة أبريل.
ويرى آخرون أن هناك علاقة قوية بين الكذب في أول أبريل وبين عيد هولي المعروف في الهند والذي يحتفل به الهندوس في 31 مارس من كل عام وفيه يقوم بعض ‏البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء اليوم الأول من أبريل
تقول نظرية أخرى إن تلك العادة بدأت مطلع القرن الرابع الميلادي في عهد الإمبراطور الروماني قسطنطين.
فقد كان هناك مهرج للقصر يدعى “كوغل” قال أمام الإمبراطور إن المهرجين يمكن أن يحكموا بشكل أفضل من الإمبراطور، ومن باب التسلية نصب الإمبراطور مهرجه إمبراطوراً ليوم واحد في 1 أبريل حيث قرر “كوغل” نشر السخرية والمتعة في ذلك اليوم في أنحاء الإمبراطورية.
وأعجب الإمبراطور بالفكرة، وتسلى بها فصارت تقليداً كل عام في ذات اليوم.
وهناك جانب آخر من الباحثين في اصل الكذب يرون أن نشأته تعود إلى القرون الوسطى إذ أن شهر أبريل في هذه الفترة كان وقت الشفاعة للمجانين وضعاف العقول فيطلق سراحهم في أول الشهر ويصلي العقلاء من اجلهم وفي ذلك الحين نشأ العيد المعروف باسم عيد جميع المجانين أسوة بالعيد المشهور باسم عيد جميع القديسين.
والطريف في كذبة أول أبريل أنها تساوي بين العظماء والصعاليك وبين الأغنياء والفقراء فقد حدث أن كان كارول ملك رومانيا يزور أحد متاحف عاصمة بلاده في أول أبريل فسبقه رسام مشهور ورسم على أرضية إحدى قاعات المتحف ورقة مالية أثرية من فئة كبيرة فلما رآها أمر أحد حراسة بالتقاطها فأومأ الحارس على الأرض يحأول التقاط الورقة المالية الأثرية ولكن عبثا. وفي سنة أخرى رسم الفنان نفسه على أرض ذلك المتحف صورا لسجائر مشتعلة وجلس عن كثب يراقب الزائرين وهم يهرعون لالتقاط السجائر قبل أن تشعل نارها في الأرض الخشبية.
وهناك رواية اخرى تقول أن سبب كذبة أبريل عندما جرى ذبح المسلمين وتهجيرهم في الأندلس أخذوا يختبؤون في كهوف الجبال ولكن الاسبان الصليبيين أرادوا لهم كمينا كان عارا لهم على مر التاريخ وهو أنهم (اي الاسبان) صاروا يعلنون أن هناك سفنا مغربية على الشواطيء الجنوبية لاسبانيا جاءت لتحمل المسلمين الى المغرب فمن يريد النجاة بحياته فليسرع الى الشاطيء وهكذا خرج آلاف المسلمين من مخابئهم وأسرعوا إلى الشاطيء المقابل لطنجة عند مضيق جبل طارق ليواجهوا مذبحة من الاسبان قضت على أكثر المسلمين حينذاك وكان ذلك في 1 ابريل وسمي ذلك اليوم سمكة ابريل(Poisson davril) اي انهم اصطادوا المسلمين كالاسماك في ذلك اليوم المشؤوم
وقد أصبح أول أبريل هو اليوم المباح فيه الكذب لدى جميع شعوب العالم فيما عدا الشعبين الأسباني والألماني والسبب أن هذا اليوم مقدس في أسبانيا دينيا أما في ألمانيا فهو يوافق يوم ميلاد “بسمارك ” الزعيم الألماني المعروف
إلا أن بعض العلماء والفقهاء علقوا على هذا اليوم بقولهم ستقبل بعض الناس أول شهر إبريل بعادة قبيحة لم تنبت في أرضنا ولم تخرج من ديارنا، وهي ما سموه كذبة إبريل،” في حين علق الداعية الإسلامي، عبدالعزيز الطريفي بالقول: “أعظم وعيد جاء فيمن يروّج إشاعة كاذبة، قوله صل الله عليه وسلم (يشق شدقه إلى قفاه ومنخره وعينه إلى قفاه فإنه الرجل يغدو إلى بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق كما جاء على لسان الشيخ يوسف القرضاوي
وقال الدكتور على جمعة إن قضية الكذب فى أول إبريل، بدعة منكرة، والأفضل أن يحتفل فى أول إبريل بيوم اليتيم وليس بيوم الكذب.وأضاف فى فتوى له عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى” فيس بوك” أن الكذب من الكبائر، ومن الأمور التى نهى عنها رسول الله ﷺ نهيا تاما، سواء أكان كذبا مفردا، أو كمنهج، لأن هناك من المناهج ما هو كاذب، وما هو يعتمد عليه الكذب فى ذاته
وقال تعالى { إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون} سورة النحل 105 وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان
كل هذه دلائل شرعية على تحريم الكذب ولو بالمزاح لذا يجب علينا الترفع عن هته العادة الدميمة فقد قال رسول الله
ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك القوم ويل له ثم ويل له

الاخبار العاجلة