الحجر الصحي : أية حصيلة ؟ وأي مخرج؟

9 يونيو 2020
الحجر الصحي : أية حصيلة ؟ وأي مخرج؟
محمد بنوي : باحت في مجال التربية و المجتمع

 

مدخل:

بحلول يوم الاربعاء 10 يونيو 2020 نكون قد قضينا شهرين وعشرين يوما في الحجر الصحي بما له وما عليه.وبدأ الحديث حول ما بعد هذه المرحلة و العودة إلى ممارسة الحياة ألاعتيادية دون القضاء بشكل نهائي على الفيروس رغم التقدم الحاصل في الحد من انتشاره وبداية التحكم في الوضع.
ماذا يمكن القول عن مرحلة الحجر الصحي كيف تعامل المغاربة مع هذا الوضع الاستثنائي الذي لم يسبق لهذه الاجيال أن عاشته من قبل وكيف يمكن الانتقال الى مرحلة ما بعد 10 يونيو؟

1- الحجر الصحي:أية حصيلة؟

لن أتحدث في هذا المقال عن الجانب الاقتصادي وتأثيراته والاجتماعية لأنني لست من أهل الاختصاص في هذا المجال.سأتناول النتائج التي تحققت في الجانب الصحي والوقائي ومدى تفاعل المجتمع مع الإجراءات والتدابير المتخذة من طرف السلطات الصحية والعمومية وانعكاساتها على الحالة النفسية والاجتماعية للمواطنات والمواطنين.
لكي نكون منصفين وموضوعيين في الحكم على هذه التجربة القاسية وعلى مدى صحة القرارات المتخذة لمواجهة وحصر انتشار الوباء،لابد من الوقوف على ما تحقق على أرض الواقع ومقارنة ذلك مع دول الجوار شمالا وشرقا ومع بلد اخر يوجد في اقصى جنوب القارة السمراء “لأن العبرة بالنتائج” كما يقال. فالى حدود يوم السبت 6 يونيو 2020 تاريخ كتابة هذه السطور فان الارقام المسجلة كانت كما يلي :
المغرب: المصابون: 8150. المتعافون:7315. المتوفون :208..نسبة المتعافيين %89,62
اسبانيا 241,310 إصابة و27, 135 وفاة
الجزائر المصابون:9335. المتعافون 6453.نسبة المتعافين %69
جنوب افريقيا : الأولى افريقيا : المصابون : 43443.المتعافون :23088 الوفيات 908 :نسبة التعافي :53% .
يظهر من خلال تلك المعطيات ان المغرب يحتل الرتبة الأولى في جميع الارقام ،وندعو الله تعالى ان لاتزداد أية حالة وفاة بسبب هذا الوباء وأن يتعافى العدد المتبقى (835 :حالة) . هذا كله بفضل تضحيات الأطقم الطبية والصحية و مجهودان السلطات العمومية في فرض الطوارئ الصحية و مساهمة أغلبية المواطنات والمواطنين بوعيهم والتزامهم بإجراءات الوقاية وفرضهم للحجر الصحي الذاتي على أنفسهم وأيضا بتضامن الكثير منهم ماديا ومعنويا مع المتضررين،مع تسجيل تدخل الدولة من خلال صندوق التضامن وتقديم اعانات مالية لعدد من المتضررين الذين توقفوا جزئيا أو كليا عن العمل.لابد اذن من الاعتراف بكل ما انجز خلال هذه الفترة من الحجر الصحي من لايشكر الناس ،لايشكر ألله كما قال سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.
فرغم توقف مجموعة من الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية وما تسبب ذاك من توقف العديد من الأفراد عن العمل،مع ما نتج عن ذلك من خلل في مواردهم المالية .كل ذلك خلق ضغوطات نفسية واجتماعية اترث على عدد من الأسر المغربية ،فان بلادنا استطاعت أن تحد من هذه الجائحة وأن تربح الانسان .هذا الأخير هو الذي سيصنع المال وسيعيد بناء الاقتصاد من جديد.

2- أي مخرج من الحجر الصحي ؟

في نظري ،واستحضارا لكل المعطيات المرتبطة بالحالة الوبائية في العالم الذي تجاوز مليون إصابة وما يقارب 400 الف وفاة اما في بلادنا فلا زالت بعض البؤر المقلقة،لذلك يجب استخدام العقل والاحتكام الى المنطق ان كوفيد 19 لم ينته بعد بحيث انتقل من أقصى شرق الكرة الأرضية الى أقصى غربها ( في الولايات المتحدة اودى الوباء بأكثر من 110الف شخص ،وفي البرازيل تجاوز العدد 34الف وفاة). فكما انتقل الفيروس من الشرق الى الغرب ،فقد يعود مرة اخرى الى أي بقعة اخرى من هذا العالم الذي اصبح صغيرا ،في الوقت الذي لازالت فيه المختبرات عاجزة عن إيجاد اللقاح المضاد.
انطلاقا من كل ما ذكر فان القول بزوال خطر كورونا سيجعلنا أمام مغامرة غير محمودة العواقب،وأي خروج عن الاجراءات الوقائية ،وأي رغبة في العودة إلى ماقبل 20 مارس 2020 ، فانه سيتم هدم ما تم بناؤه لحد الان .لايجب ان نتحول الى أعداء لأنفسنا ولا يجب ان ننسى ان بداية انتشار الفيروس في بلادنا كان بسبب حالة واحدة ظهرت بتاريخ 2 مارس 2020 .اما الان فلدينا حوالي 800 حالة لازالت تتلقى العلاج،وكل يوم تسجل حالات جديدة ،وان كانت بنسب قليلة .كل هذا يفرض علينا الحذر واليقظة الوقائية. صحيح لايمكن اغفال هذا الانفراج في الاجواء الصحية ،ولابد من عودة عجلة الاقتصاد الى الدوران ،ولابد من الرجوع إلى العمل.ان التضامن الاجتماعي لايمكن أن يستمر الى ما لا نهاية فهو موجود فقط لأوقات الشدة والأزمات.

خلاصة:

سيكون من الحماقة او من الغباء ان نعود، قبل الزوال النهائي لهذا الوباء من ألعالم الى الحياة ألاعتيادية التي كنا فيها قبل ظهور هذه الجائحة بكل طقوسها.ان العقل الواعي يجب ان يحضر أكثر من اي وقت مضى ولا يحب أن ننساق وراء الغريزة واللذة،اذ لا ترفيه مع وجود الخطر.

الاخبار العاجلة