كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال تحتضن ندوة دولية في موضوع: ” الجبال المغربية: المجال، التاريخ، التراث ورهانات التنمية”

30 أكتوبر 2019
كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال تحتضن ندوة دولية في موضوع: ” الجبال المغربية: المجال، التاريخ، التراث ورهانات التنمية”

ستحتضن قاعات المحاضرات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال التابعة لجامعة السلطان مولاي سليمان، ندوة دولية، حيث يعتزم كل من مركز الدراسات التاريخية والبيئية بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ومختبر التاريخ والمجال والعالم المتوسطي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال (تنظيم ندوة دولية)، في موضوع ”الجبال المغربية: المجال، التاريخ، التراث ورهانات التنمية”، وذلك يومي 21 و 22 نونبر 2019.

 

الورقة التأطيرية :

تشتغل الجبال في المغرب نسبة مهمة تفوق ربع مساحته، وتضطلع بأدوار طبيعية وتاريخية في هيكلة المجال وتحديد خصوصيته البيئية والثقافية والإجتماعية والإقتصادية. ونظرا لأهميتها التاريخية وأبعادها التنموية، شكلت مجالا خصبا للبحث العلمي المتعدد التخصصات، خاصة في العلوم الإنسانية.

عرف مفهوم الجبل تطورا تاريخيا، اعتمد الباحثون في تحديده على عدة معايير، مرتبطة أساسا بالإنسان، وعلاقته بالمجال؛ كما اخد نقاشا ذو منحى ابستمولوجي، تمخض عنه سؤالان جوهريان: هل الجبل كيان طبيعي؟ أم هو نتاج تاريخي، واجتماعي وثقافي؟.

اعتبرت الجبال المغربية في المصادر الإغريقية مصدرا للثروات الطبيعية المقدسة والنفيسة، ومصدرا للخوف لما التصق بسلاسل جبال الأطلس من أساطير، كما لعبت عبر التاريخ أدوارا متعددة في تحديد خصوصية المجتمع الجبلي، الذي أكسيه مهارات مهمة في تدبير الحياة الإجتماعية والإقتصادية.

وخلال العصر الوسيط، استمدت بعض الإمارات المستقلة قوتها الإقتصادية من المجال الجبلي، الذي وفر لها الموارد الضرورية، بما فيها الخشب لتكوين قوتها البحرية، كما شكل مهدا للدولة الموحدية التي بلغ معها المغرب أقصر امتداده الجغرافي، واعتبرت الجبال خلال فترات ضعف السلطة المركزية ثم مرحلة الإستعمار مجالا للمرابطة والمراقبة والجهاد وأماكن لتخزين الموارد، وملاجئ ”سياسية”، للحركات الجهادية والزوايا والقوى السياسية المعارضة.

كان الجبل بصفة عامة، يمثل سمة بارزة في تاريخ المغرب، نظرا لمناعته وقدم الإستقرار به، وساهمت عزلة بعض مجالاتها في الحفاظ على لغة وهوية وثقافة ساكنته، وكانت ثقافة المقاومة للإستعمار أكثر شراسة في المناطق الجبلية (التي لم يتورع المقيم العام الفرنسي”ليوطي” في تسميتها بالمغرب غير النافع) مما ساهم في إنتاج كتابات كولونيالية قدمت صورة ملتبسة عن الجبل وٱعتبرته مجالا للسيبة والإنعزال والعرف والتوتر مع السهل.

علاوة على الدور التاريخي الذي لعبته الجبال المغربية فإنها تتميز بتنوع كبير على المستوى الصخاري والمناخي والبيئي والثقافي، وتعتبر بذلك كنزا لإنتاج الموارد الطبيعية وخزانا للعادات والتقاليد. كما تحتضن مواقع ذات قيمة إيكولوجية وبيولوجية وأركيولوجية مهمة، فضلا عن كونها خزانا للترواث المائية والغابوية، ونموذجا نوعيا في التدبير الجماعي للموارد الجبلية. لكن بالرغم من هذه المؤهلات عرفت المناطق الجبلية في السنين الأخيرة تدهورا ملحوظا بسبب التزايد الديموغرافي والتحولات السوسيو مجالية والبيئية، مما أدى إلى هشاشة المجال الغني بتراثه المتنوع والمعطوب اقتصاديا. لذا أصبح من الضروري، اعتماد مقاربة جديدة لتنمية المناطق الجبلية، تمكن من إدماج الساكنة المحلية في عمليات التهيئة وبرامج التأهيل، باعتبار الجبال ثروة وطنية كبرى، تستدعي تسخير كافة الوسائل لإدماجها وتنميتها في سياسة إعداد التراب الوطني.

وسيتم التطرق خلال هذه الندوة الدولية في موضوع: ” الجبال المغربية: المجال، التاريخ، التراث ورهانات التنمية”،(التطرق) إلى المحاور الآتية:

 

✓البحث العلمي حول الجبل: الحصيلة والآفاق.

 

✓المجال الجبلي في تاريخ المغرب: الأدوار والوظائف.

 

✓ المجال الجبلي: التراث الثقافي والمعماري.

 

✓المجتمع الجبلي ورهانات التنمية.

 

وتتشكل لجنة التنسيق والمتابعة :

 

-من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية:

✓ذ: علي بنطالب،

✓ذة: صباح علاش

✓ذ: عزيز بن الطالب

✓ أمينة أزركى

 

ومن كلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال:

✓ ذ: عبد القادر أيت الغازي

✓ ذ: محمد حواس

✓ ذ: الحسن بودرقا

✓ذ: الفقيه الإدريسي

الاخبار العاجلة