ندوة علمية بفم الجمعة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية تحت شعار: الأبعاد الجمالية في العلوم العربية وأجناسها وفنونها

16 يناير 2019
ندوة علمية بفم الجمعة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية تحت شعار: الأبعاد الجمالية في العلوم العربية وأجناسها وفنونها

مراسلة عن اللجنة المنظمة

 

تمّ تنظيم ندوة علمية بعنوان: “الأبعاد الجمالية في علوم العربية وأجناسها وفنونها”، يوم 15 يناير 2018 للميلاد عند الساعة العاشرة صباحا، من لدن النادي الفني والأدبي” الذي يسهر على تدبير شؤونه وتنسيق أنشطته وتفعيل برامجه الأستاذ خالد العنِكري مدرس مادة اللغة العربية بمؤسسة ثانوية واد العبيد التأهيلية في فم الجمعة التابعة بالمديرية الإقليمية أزيلال، وقد أتت هذه الندوة احتفاءً باللغة العربية التي تعد اللغةَ الرسميةَ المعتمدة في المملكة المغربية إلى جانب اللغة الأمازيغية، وكذلك للرقي بمستوى المتعلمين في الجانب المعرفي والعلمي والثقافي والأخلاقي… لأنّ اللغة العربية مادة أساس في العملية التعليمية التعلمية.

وقد عرفت الندوة حضور منسق مفتشي مادة اللغة العربية بالأكاديمية الجهوية لمهن التربية والتكوين بجهة بني ملال-خنيفرة، الأستاذ “عبد الله أيت الأعشير” باعتباره ضيف شرف الندوة، والسيد قائد دائرة فم الجمعة، وممثلي جمعية أمهات وأباء وأولياء التلاميذ، وبعض الأساتيذ الذين زاولوا مهنة التدريس بالمؤسسة نفسها، وتركوا فيها أثارا إيجابية.

افتتحت الندوة بإنشاد النشيد الوطني المغربي من قِبَلِ كل الأطر الإدارية والتربوية العاملة بالمؤسسة ومُتعلميها، ثم أعلن السيد المسيّر، لهذه الندوة، الأستاذ “محمد بوزيان” عن بداية أشغال الندوة بتلاوة آيات بيّنة من القرآن الكريم، ليمنح الكلمة إلى السيد رئيس مؤسسة ثانوية واد العبيد التأهيلية “مصطفى لمدون” التي تقدّم فيها بالشكر الجزيل إلى الأطر الإدارية والتربوية العاملة بالمؤسسة، وإلى ضيف شرف الندوة منسق مفتشي مادة اللغة العربية الأستاذ “عبد الله أيت الأعشير”، وإلى كل الفاعلين المسهمين في نجاح الأنشطة التي تهدف المؤسسة إلى تنزيلها… ليعطي الأستاذ المسيّر الكلمة إلى ضيف شرف اللقاء العلمي (الندوة) الأستاذ “عبد الله أيت الأعشير” الذي ألقى أول مداخلة بعنوان: “عبقرية اللغة العربية الفصحى”، عرّف فيها بمسائل اللغة العربية المتصلة بجمالها وجلالها وسلطانها التي يدركها الفطن المتخصص من مداخل اللغة العربية العديدة، المحددة فيما هو صوتي، وصرفي، ونحوي، ومعجمي، وبلاغي، وتداولي… وهو ما يمنح للعربية قوتها وشجاعتها المتجلية في صمودها جراء ما يعصف به الدهر من سياسيات لغوية تُدخل الضيم على اللسان العربي الفصيح المبين البليغ، وبعد ذلك، لتأتي المداخلة الثانية للأستاذ “خالد العنكري”، مدرس مادة اللغة العربية بالمؤسسة، حاملة لعنوان: “إسهام علماء المغرب الأقصى في ازدهار العلوم العربية”، تحدث فيها عن نشأة العلوم العربية في التربة المغربية، وبدأها بعلم “النحو” الذي يعد أسا من الأسس التي تحافظ على جمالية اللغة العربية معنى ومبنى، ويحْفظ اللسان من اللحن، ويقي الفهم من الوهم، فعرض لأسماء علماء المغرب في هذا المجال، وأهم أعمالهم، ذكر منهم: (الجزولي-ابن معط-ابن أجروم-المكودي)، وكلهم أعلام مغاربة أسهموا في تشكيل صرح مدرسة نحوية مغربية مستقلة على نظيرتها الأندلسية، لينتقل إلى “علم البلاغة” في هذه البُقعة الطاهرة، إذ جعل سمة النضج البلاغي العربي بدأت مع “القاضي عياض” في منجزاته المتصلة بتحليل الخطاب النبوي، ثم إسهام “ابن البناء المراكشي العددي” صاحب نظرية التناسب، و”السجلماسي” صاحب كتاب “المنزع” الذي أعاد ترتيب أبوب البلاغة العربية، و”الشريف السبتي” الممثل لاتجاه تحليل الخطاب الأدبي في المغرب… واعتبر أنّ كل عَلَمٍ يمثل نمطا خاصا في التأليف البلاغي، وهو ما يُثْبِتُ حضور المدرسة البلاغية المغربية وخصوصيتها التأليفية وأبعادها الجمالية التي تمتاز بها. أمّا المداخلة الثالثة فكانت للأستاذ “جمال لعفو”، مدرس مادة الفلسفة بالمؤسسة، وقد عنونها بـــ : “المنعطف اللغوي (من الدلالة الصورية إلى التداوليات وأفعال الكلام)”، عرض فيها مدى إسهام فلاسفة اللغة ونحاتها في تطوير اللغة، والانتقال بها من الدلالة الصورية إلى القوة الإنجازية مع نظرية “جون أستن” الموسومة بــ : “أفعال الكلام”، وهو اتجاه من الاتجاهات الفلسفية التي تهتم بالجانب اللغوي في العصر الحديث. لتأتي قراءة التلميذة “نورة اليمني” لقصيدة لامية العرب “للشنفرى الأزدي” خاتمة للجلسة الأولى من هذه الندوة. وقد أسندت مهمة المقرر في هذه الجلسة للأستاذة “هند الراضي”.

أما الجلسة الثانية من أعمال الندوة فقد أعلن عن انطلاقها الأستاذ المسيّر “محمد المغراوي”، بمداخلة الأستاذة “نعيمة عبداوي”، مدرسة مادة اللغة العربية بالمؤسسة نفسها. هذه المداخلة عنونتها بــ : “خاصية التوليد في اللغة العربية”، حاولت من خلالها إبراز مسألة التوليد من خلال إنتاج الألفاظ والمصطلحات، لتصل إلى نتيجة مفادها أنّ اللغة العربية تتميز بطاقة إنتاجية، وقدرة إبداعية في توليد الألفاظ. فالعربية لغة توالديّة تتكاثر من داخلها وتنتظم كلماتها في مجموعات تشبه الأسَر، وقد ركزت المداخلة على عدد من الوسائل التي تعتمد عليها العربية لتوليد كمٍّ هائل من الألفاظ، ومن هذه الوسائل الاشتقاق، والنحت، والتضاد، والمشترك اللفظي، والاقتراض اللغوي… فهذه الآليات والوسائل تمنح العربية ثراءً يُبعدها عن شبح الضعف والاندثار كما حدث للغات أخرى كثيرة، ويأتي قبل ذلك كله، أن تكفّل الله بحفظها عندما تكفل بحفظ القرآن الكريم. يقول سبحانه وتعالى: ﴿إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون﴾، سورة الحجر، الآية: 9.

أما المداخلة الثانية فقد كانت للأستاذة “حليمة جمالي”، مدرسة مادة اللغة العربية بالمؤسسة نفسها، وقد كان عنوانها: “تطور علوم اللغة العربية (البلاغة نموذجا)” وقفت من خلالها الأستاذة عند المراحل الكبرى التي عرفتها البلاغة العربية بدءا بالروافد التي صيت في نهرها قبل وجودها بالفعل، ثم تطور مصطلح “البلاغة” مع “الجاحظ”، و”عبد القاهر الجرجاني”، و”حازم القرطاجني” وصولا إلى اللحظة المعاصرة مع البلاغيين المغاربة، وهم: (محمد العمري-محمد الولي-محمد مشبال)، وقد أصبحت البلاغة معهم حمّالة لمعانٍ كسّرت القواعد “السكاكية”؛ نسبة إلى “أبي يعقوب السكاكي”، وأخذت على سبيل المثال، لا الحصر، معنى “البلاغة” عند “محمد العمري”، الذي لا يخرج عن “علم الخطاب الاحتمالي المؤثر إمّا تخيّلا أو تداولا أو هما معا”. واختتمت الجلسة بإلقاء نثر فني من لدن التلميذة “بوشرى لكطيوي” من ذخيرة “النيسابوري”، وقد كان مقرر، هذه الجلسة، الأستاذ “حمزة نايت احمد”.
ليُفتح باب نقاش المداخلات العلمية بإضافات وتوضيحات ورفع اللبس عن أفهام المتلقيين من تلامذة وأساتذة وحضور كِرام … ليعلن الأستاذ المنظم، لهذه الندوة، “خالد العنكري” عن توزيع الشهادات على الأساتذة الذين أسهموا بمدخلاتهم في هذه الندوة، ثم تلاميذ المؤسسة الذين كانوا خير معينٍ على السّير بهذه الندوة نحو النجاح على المستوى التنظيمي والمعرفي والعلمي…
تقرير من إنجاز أساتذ:
خالد العنِكري؛
نعيمة عبداوي؛
حليمة جمالي.

الاخبار العاجلة