الترحال و البعد عن المدينة يدفع مديرية الفقيه بن صالح لتغيير مركز تكوين أصحاب الوزر البيضاء

22 يونيو 2018
الترحال و البعد عن المدينة يدفع مديرية الفقيه بن صالح لتغيير مركز تكوين أصحاب الوزر البيضاء

الفقيه بن صالح/عادل المحبوبي

 

أسابيع قليلة متبقية على إسدال الستار على التكوين الحضوري الذي يخوضه الأساتذة الموظفون بموجب عقود ،فوج 2018 ، بالمديرية الاقليمية للتعليم بالفقيه بن صالح ،و الذي خضع له أزيد من 109 أستاذ و أستاذة ،سبق ان اجتازوا المباراة المذكورة بذات المديرية ،و استفادوا من تكوين على أعلى مستوى بالمركز الذي تم تخصيصه لهذا الغرض ،بثانوية التغناري التقنية ،من طرف المركز الجهوي لمهن التربية و التكوين لجهة بني ملال خنيفرة ،بشراكة مع المديرية الإقليمية للتعليم بالفقيه بن صالح.

التكوين الذي أطره عدد من الأساتذة و المفتشين التربويين الاكفاء ،في تجربة تعد الاولى من نوعها على مستوى مديرية الفقيه بن صالح ،شابته بعض الإكراهات ،التي طفت على السطح سواء خلال فترة انطلاق التكوين أو الأسابيع الأخيرة منه ،اكراهات انطلقت من كون مؤسسة التكوين الرئيسيّة (التغناري) تتموضع بمكان بعيد نسبيا عن مركز المدينة ،الامر الذي أرهق الأساتذة المتدربين بتنقلهم اليومي من و اليها ،سواء على المستوى الجسدي أو المادي ،الى جانب تواجد المؤسسة المذكورة بقرب إحدى معامل الحليب ،المعروف بانبعاث روائح كريهة منه ،خاصة خلال الفترات التي تعرف إرتفاعا في درجات الحرارة ،كما أن الأساتذة المتدربون ،ومعهم إدارة المركز ،عاشوا خلال الأسابيع الاخيرة من التكوين حالة من الترحال القصري بين عدد من المؤسسات التعليمة بمدينة الفقيه بن صالح ،سواء الابتدائية منها أو الإعدادية ،بفعل تحويل المؤسسة التعليمة الرئيسيّة للتكوين (التغناري) لمركز إمتحان ،بفعل استقبالها لامتحانات السنة الأولى و الثانية باكالوريا ،و السنة الثالثة إعدادي ،الأمر الذي شكل حالة من الارتباك ،ولو على بساطته بين المكونين و المتكونين على حد سواء.
إكراهات سرعان ما التقطها المدير الاقليمي للتعليم بالفقيه بن صالح ،حمادي أطويف ،بتنسيق مع مدير ملحقة المركز الجهوي لمهن التربية و التكوين بالفقيه بن صالح ،إبراهيم الأنصاري ،بعد أن تم التوافق على تجاوز هذه الإكراهات خلال الموسم التكويني المقبل ،في إطار المسؤوليات المشتركة المنوطة بهما ،وذلك في بادرة انسانية محمودة ، حيث تم الاتفاق على تخصيص مؤسسة تعليمية خاصة السنة التكوينية المقبلة للعب هذا الدور الهام ،حيث علمت «تاكسي نيوز» من مصادر مطلعة ،انه وقع الاختيار على مؤسسة «إبن رشد» الإبتدائية بالفقيه بن صالح ،لتكون مستقرا ثابتا لعشرات الاستاذة و الأستاذات،الذين سيخضعون لتكوين معمق و مكثف خلال الموسم التكويني المقبل ،خاصة في خضم اقتراب الأكاديميات الجهوية للتربية و التكوين خلال الفترة القليلة المقبلة إعلان عن تنظيم مباراة الولوج الى المراكز الجهوية لمهن التربية و التكوين ،فاتحة بذلك مناصب جديدة من المتوقع أن تتجاوز حاجز العشرين ألف منصب.

هذا و من المنتظر أن يساهم هذا التغيير الجذري في المكان المخصص للتكوين بمديرية الفقيه بن صالح ،خلال الموسم القادم 2019/2020 ،في تحسين الظروف المحيطة بالتكوين ،و التي تنظاف بالفعل للجودة التي قدمها المركز على مستوى التكوين العلمي ، بفضل نجاح ادارة المركز ومعها المديرية في اختيار أفضل المكونين و المكونات ،الذين راكموا خبرات طويلة في هذا المجال ،ما جعلها تصنف من بين المراكز النموذجية المخصصة لتكوين أصحاب الوزر البيضاء على الصعيد الوطني ،كما أن المركز سيتعزز خلال الموسم التكويني المقبل بتخصصات جديدة ،و تكوين حضوري سيستفيد منه أزيد من 300 أستاذ و أستاذة.
كما أن قرار تحويل المركز الرئيسي للتكوين الى مؤسسة تعليمية أخرى بمركز المدينة من شأنه ان يساهم في الدفع بعجلة الإقتصاد المحلي بالفقيه بن صالح ،و و تحريك ديناميته ،خاصة في ظل حالة الركود التي تعيش على وقعها المدينة ،بسبب غياب مؤسسات للتعليم العالي من شأنها ان تستقطب طلبة من خارج المدينة و الاقليم ،و هو المعطى الذي يحيلنا بشكل مباشر لدعوة كل الفاعلين المحليين ،من سلطات محلية ، منتخبين و فاعلين اقتصاديين لدعم هذا المولود الجديد ،و المساهمة في إنجاحه ،الأمر الذي من شأنه أن ينعكس على مدينة الفقيه بن صالح و يعزز من مكانتها ضمن النسيج الترابي الجهوي و الوطني.

الاخبار العاجلة