تحليل شامل وحقائق تريد الجماهير معرفتها … رجاء بني ملال أسقط نفسه بنفسه و أهدى فرحة الصعود للأخرين الفريق باق و مستمر و لن يتأثر بمن يدبر للهروب؟!

7 مايو 2018
تحليل شامل وحقائق تريد الجماهير معرفتها … رجاء بني ملال أسقط نفسه بنفسه و أهدى فرحة الصعود للأخرين الفريق باق و مستمر و لن يتأثر بمن يدبر للهروب؟!
أ-عبدالعاطــــي
  
  ماذا وقع لفريق رجاء بني ملال؟ كيف ضيع الفريق حلم الصعود في الأنفاس الأخيرة من الموسم؟ لماذا انهار الفريق بشكل مفاجئ وأهدى الفرحة للأخرين؟… تساؤلات و استغراب لذى العديد من المتتبعين و المهتمين و جماهير الفريق.
فريق عين أسردون الذي أعطى الإشارات الأولى كمرشح للصعود منذ منتصف الشطر الأول من بطولة هذا الموسم إثر تقدمه في النتائج واحتلاله الصفوف الأمامية ، واصل مجهوداته بتحقيق انتصارات داخل و خارج الميدان طيلة 27 دورة  باستثناء هفوة  أمام فريق شباب بنكرير الذي فاز على جميع الفرق المتصدرة للترتيب. عطاء كبير و أداء جيد للاعبين و الأطر التقنية جلب جماهير غفيرة مساندة للفريق و شجع مختلف المتدخلين في كرة القدم على صعيد الجهة من سلطات و مجالس منتخبة لدعم الفريق ماديا و معنويا بهدف تحقيق حلم الجماهير التي لعبت دور المنشط الأساسي و الفعال في مسيرة الفريق طيلة هذا الموسم. الكل امـن بحظوظ الفريق الوافرة لتحقيق الهدف و خاصة حين ارتقائه إلى الرتبة الثانية على بعد 3 دورات فقط للوصول إلى المبتغى. دعم مالي بدون تحفظ من طرف مجلس الجهة و مجلس الجماعة و المجلس الإقليمي ، دعم جماهيري واسع داخل الميدان و خارج مدينة بني ملال ، تتبع و اهتمام كبير من طرف جميع شرائح ساكنة المدينة           و نواحيها ، تشجيع مالي إضافي خلال الدورات الأخيرة لتحقيق الإنتصارات … فجأة ، تنقلب الصورة و يضيع الفريق بالميدان  مباراة الموسم أمام فريق يوسفية برشيد المتصدر  في الدورة 28 بينما حقق الفريق المنافس مولودية وجدة فوزا ثمينا على مضيفه وداد تمارة ليتراجع الملاليون إلى الصف الثالث . كبوة كبيرة لم يستسغها الجمهور العريض الذي حج للمساندة و الإحتفال بالفوز. الخطأ كان تقنيا و اعترف به المدرب رضى حكم الذي كان ضعيفا أمام جرأة و اندفاع سعيد الصديقي مدرب برشيد الذي حصد نقطة ثمينة أمنت له البقاء في المقدمة. تحول الأمل إلى مباراة وداد تمارة بالرباط حيث كان المطلوب هو فقط الفوز على هذا الفريق الجريح الذي تفوق عليه مولودية وجدة الدورة السابقة ، ثم انتظار هفوة لهذا الأخير لكن المفاجأة كانت هي الهزيمة المذلة أمام وداد تمارة بهدفين نظيفين . نتيجة لم يتوقعها الخصوم قبل المحبين أهدت الصعود المبكر لكل من المولودية ويوسفية برشيد.
  هذا السيناريو التقني للدورات الأخيرة التي سقط خلالها الفريق الملالي الذي ظهر بمظهر ضعيف و كأنه لم يحقق تلك الإنتصارات السابقة  و تلك “الغزوات” الناجحة خارج الميدان. تحليل هذا التقهقر يختلف من متتبع إلى أخر و من محب إلى أخر، لكن الإستنتاج الذي أجمعوا عليه هو أن مدرب الفريق اعتقد مسبقا أنه حقق الصعود و لم يعد يستمع لمحيطه فركب عربة المنافسة لوحده لكنه أخطأ طريق النجاح. شأنه شأن رئيس الفريق الذي صعد برجه و استصغر جميع مساعديه رغم أن المهمة كانت تقتضي التعامل التشاركي و التعاون من طرف الجميع للإبقاء على روح التنافس والمعنويات المرتفعة.
  فريق عين أسردون هو الذي أسقط نفسه بنفسه و هو الذي أهدى الصعود للمنافسين الأخرين و هو الذي خيب أمال جماهيره التي عاقبته بمقاطعة شاملة في المباراة الأخيرة ضد أولمبيك الدشيرة حيث دارت المباراة أمام مدرجات فارغة عن أخرها. ضاع حلم الصعود الذي كان قريبا جدا هذا الموسم و تكسرت معه طموحات جماهير عريضة ، لكن الفريق يجب أن يستمر لأنه ملك لهاته الجماهير و هذا الإستمرار يجب أن ينطلق بتقييم واسع و محاسبة للذات من خلال الوقوف على الأخطاء التي أدت إلى ضياع حلم الجمهور و تطبيق مبدأ المحاسبة بالمسؤولية.
   فعلى المستوى التقني اعترف الطاقم التقني بأخطائه انطلاقا من انتدابات فاشلة في المركاتو الشتوي حيث كان الفريق في أمس الحاجة إلى لاعبين يدعمون أداء الفريق الذي كان جيدا و في خط تصاعدي، لكن المدرب رضى حكم انتدب ستة لاعبين لم يستفد و لو من واحد منهم. مرورا إلى إبعاد المدرب لأحد الإداريين بشكل تعسفي و كذا احتكار جميع الصلاحيات التقنية بإهمال استشارات الطاقم المساعد.
و على المستوى الإداري كان الرئيس هو الكل في الكل لا يعير أي اهتمام لباقي أعضاء المكتب المسير بل منهم من كان فقط منفذا  لعمليات ” الكورفي” ليس له الحق حتى بالإفتخار بصفة مسير للفريق. نفس الشئ على المستوى المالي حيث أكد أحد الأعضاء بأن الرئيس هو الوحيد  العالم بالمداخيل المالية و المصاريف رغم أن بعض المسيرين أدوا من مالهم الخاص بعض نفقات الفريق. و يضيف نفس المصدر بأن الفريق عليه أن يسدد متأخرات اللاعبين المتمثلة في راتب شهري أبريل و ماي و منحة الفوز على فريق أولمبيك الدشيرة و بعض أشطر منحة التوقيع لبعض اللاعبين، إضافة إلى مستحقات الإداريين و مدربي الفئات لثلاثة أشهر و كذا مستحقات الأكرية والمطبعة و متأخرات أحد الفنادق الذي يبدو أن صاحبه وضع شكاية لدى وكيل الملك بمحكمة بني ملال، مردفا بأن الفريق قد يكون توصل بمنحة مجلس الجهة (150 مليون سنتيم)  و بقية منحة مجلس الجماعة (110 مليون سنتيم) و هو أمر غير مؤكد و لا يعلمه  سوى الرئيس.
     رجاء بني ملال فريق عريق وهو يمرض و يصيبه التهاون كجميع الفرق الرياضية لكنه لن يموت . و بالأرقام فإن الفريق مارس أكثر مواسمه في القسم الثاني منذ إنشائه سنة 1956 و هو أمر عادي بالنسبة للملاليين علما أنه حصل على بطولة المغرب سنة 1974 وهو مطمح لم تحققه بعض الفرق المغربية العتيدة، كما أعطى للمنتخب المغربي عدة لاعبين كبار شاركوا  في أمجاد الوطن. فالفريق باق و مستمر ولن يفرط فيه الملاليون ، و من يظن بأن عليه القفز من السفينة  قبل أن تغرق فهو خاطئ و ما عليه إلا أن يقدم الحساب للمعنيين و ليختفي من المحيط الرياضي و من المدينة ككل . و ليعلم بأن ذاكرة الجمهور الملالي لا تتذكر سوى المسيرين الذين ضحوا و قدموا بأموالهم خدمات جليلة للفريق في حين يرمي الأخرين في مزبلة التاريخ.           
 
الاخبار العاجلة