الأستاذ البصيري يعد الحلقة الرابعة من سلسلة “صحة و رياضة”، وتتناول أهمية ممارسة النشاط البدني و الرياضي في تحسين نمط الحياة والحفاظ على الصحة

16 أغسطس 2017
الأستاذ البصيري يعد الحلقة الرابعة من سلسلة “صحة و رياضة”، وتتناول أهمية ممارسة النشاط البدني و الرياضي في تحسين نمط الحياة والحفاظ على الصحة

إعداد: محمد البصيري

 

النشاط الرياضي فرصة لتحسين نمط الحياة

 

يتم تعريف نمط الحياة بالسلوك اليومي وطريقة التعامل و التفاعل مع الآخرين و مع البيئة المحيطة. ولخصائص المجتمع في الغالب تأثير على الإنسان و على سلوكياته، كما أن نهج الحياة المعتمد تتحكم فيه الخصائص الفردية للأشخاص كالحالة النفسية و الاجتماعية والثقافية. وتقر العديد من الأبحاث و الدراسات أن لنمط الحياة اليومية تأثير بالغ على الصحة، وذلك من خلال خيارات الأفراد من الغداء و النشاط البدني وطرق النظافة و الوسط البيئي و تأثير ضغوط الحياة اليومية.

وإذا كان نمط الحياة في شموليته يعكس صورة الفرد و قيمه الذاتية وتأثيرات المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه، فإن أثره ثابت على الصحة، حيث لنمط الحياة الشخصي مثلا دور في زيادة الوزن، إذ أن الجلوس والخمول لفترات طويلة، وعدم ممارسة الأنشطة البدنية وتناول الوجبات ذات السعرات الحرارية يؤدي بشكل مباشر إلى البدانة.

وقد حصل تطور كبير في العقود الأخيرة على مستوى تمثل الرياضة و الإقبال على مزاولة التمارين الرياضية من قِبل مختلف الأعمار لكلا الجنسين، بحيث غدت حاجة مطلوبة بل وضرورية، نظرا لمنافعها الصحية، ودورها في الوقاية والعلاج والحفاظ على اللياقة البدنية و النفسية سواء بالنسبة للأشخاص السليمين أو ممن يعانون من بعض الأمراض.


لقد اكتشف الناس خلال السنين الأخيرة فوائد النشاط البدني والرياضي. ففي كل مكان تجد من يمارس الرياضة بشتى أنواعها، حيث تبين أن الناس النشيطين أكثر حيوية، وأكثر قدرة على التحمل، ومقاومة الأمراض العضوية أو النفسية، والتي منها القلق، التوتر، الاكتئاب وغيرها، وهم أيضا يمتلكون أجساما ممشوقة، ويستمرون بالرغم من تقدمهم في السن في امتلاك الطاقة الكبيرة التي تمكنهم من العمل ومجاراة الظروف المحيطة بهم وتحمل أكبر للضغوط العملية والمهنية.
وتظهر العديد من الأبحاث الطبية أن قسما كبيرا من التوعكات الصحية ينتج مباشرة عن نقص في النشاط البدني. وبعد إدراك أهمية النشاط البدني وأهمية العناية بالصحة، بدأ نمط الحياة بالتغير، فأصبح الحماس للحركة والنشاط البدني و الرياضي هو الحل الأمثل لتجنب الأمراض والخمول والكسل.


العديد من الناس تشدهم خلال مشاهدتهم التلفاز الأجسام الرياضية المشدودة القوية البنية والخفيفة. ويمكن بلوغ ما وصل إليه الآخرون، شريطة توفر الرغبة الحقيقية لذلك، وعدم الرضوخ للتهاون و اليأس.

في الحركة صحة وبركة

هناك أمثال قديمة مأثورة عديدة تشيد بأهمية النشاط الرياضي مثل (تعشى وتمشى)، (في الحركة بركة) وغيرهما، الأمر الذي يؤكد أن الأمراض التي يعاني منها البعض في الوقت الحاضر عادة ما تكون ناتجة عن قلة الحركة والرياضة في الحياة اليومية لهؤلاء الأشخاص. وقد كان الإنسان في الماضي يمارس الرياضة بشكل يومي بذهابه للعمل مشيا على الأقدام، ولكن مع تطور وسائل الراحة وزيادة الاعتماد على الوسائل الحديثة في التنقل، قل النشاط البدني الذي كان موجودا في حياة الناس.


فحينما يعاني البعض من السكر وارتفاع ضغط الدم ينصحه الطبيب بممارسة التمارين الرياضية لما لها من فوائد كبيرة في التغلب على هذه الأمراض. ولو وضع كل شخص نصب عينيه أهمية الرياضة لصحة جسمه، لاكتسب مناعة قبل الوقوع في الأمراض، لأن الإنسان الرياضي يكتسب مناعة قوية في مواجهة الأمراض منذ الطفولة، إذ أن الرياضة على المدى القصير والبعيد تقوي نبضات القلب مما يؤدي إلى تدفق الدم الحامل للأكسجين والعناصر الغذائية لإنتاج الطاقة لجميع أعضاء الجسم كما أنها تساهم في زيادة عدد خلايا الدم الحمراء والتي تساعد على نقل الأكسجين إلى باقي أجزاء الجسم.


فالنشاط الرياضي المتزن و المنتظم يقلل من احتمال الإصابة بأمراض القلب والشرايين ويزيد كفاءة عمل الرئتين، كما لا يمكن أن نغفل أن التمارين الرياضية تزيد العضلات قوة، وتعزز مرونة العضلات التي تسهل حركة الجسم دون الشعور بالألم، كما أن الرياضة تحسن الحالة النفسية والمزاجية لدى المسنين. فعلى سبيل المثال، تعتبر الرياضة في كوريا الجنوبية إجبارية بالنسبة للتلاميذ وخاصة لعبة التايكوندو مثلها مثل مادة الرياضيات واللغات والكيمياء والفيزياء، لها حصة تدريبية لمدة ساعة كل يوم لأنها تؤدي إلى تحرك كامل لأعضاء وعضلات الجسم بطريقة علمية مدروسة.
و يجب على الإنسان ممارسة الرياضة بشكل عام باستمرار وانتظام، وذلك بتخصيص جزء من وقته كل يوم للتمارين البدنية الخفيفة مثل الأيروبيك في الهواء الطلق لاستنشاق الهواء النظيف، وإن تمت ممارستها داخل البيت، فيجب فتح النوافذ لتمكين الجسم من جني فوائد أكبر عند تجديد الهواء، لأن الأكسجين يزيد من فعالية التمارين الرياضية بجميع أشكالها وألوانها وخاصة في ساعات الصباح الأولى أو قبل الذهاب إلى النوم.

لكن وبالرغم من أهمية الرياضة لسلامة الجسم والعقل معا، إلا أن التمارين القوية و العنيفة تضر بالجسم، إذ أنه من غير المهم أن نركز على عنف الحركات وشدتها بقدر ما نهتم بالتناغم في الحركات وتحريك العضلات والمفاصل بالطريقة المناسبة لوظائفها، إذ أن أي جهد شديد القوة بالنسبة لعضلة غير مؤهلة لتحمل هذا الجهد سوف يتسبب في الأذى والضرر.
وكم من حركة بسيطة كالتقاط قلم عند سقوطه على الأرض بطريقة خاطئة أثناء ثني الجدع بسرعة وعنف تتسبب في إصابة العمود الفقري، ولذلك يجب إتباع النظام والهدوء خلال القيام بأية حركة.

الاخبار العاجلة