تاكسي نيوز// مراسلة من خريبكة
استضاف مركز خريبكة سكيلز، صباح يوم السبت 13 دجنبر 2025، ورشة سينمائية متخصصة في الإخراج السينمائي، أطرَتها السينمائية والباحثة الألمانية من أصول مصرية فيولا شفيق، وذلك ضمن فعاليات الدورة السادسة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة.
وتتميّز فيولا شفيق بغزارة إنتاجها الفكري في مجال السينما، من خلال العديد من الكتب والمؤلفات التي تكرّس روح السينما كفن كوني وعابر للحدود، مع اهتمام خاص بالسينما العربية وقضاياها الجمالية والفكرية.
وافتتحت الورشة منذ بدايتها بنقاش تفاعلي مع المشاركين، حيث طرحت المؤطرة سؤالاً محورياً حول مفهوم الإخراج السينمائي، قبل أن تتناول الفروق بين السينما التجارية والسينما التقليدية، وسينما المؤلف، باعتبارها تعبيراً عن رؤية فنية مستقلة.
كما فصلت المتدخلة في مفهوم الإخراج داخل العملية السينمائية، مبرزة العلاقة التكاملية بين الإخراج وكتابة السيناريو والمونتاج ودور المنتج، باعتبارها حلقات مترابطة في بناء الفيلم السينمائي، متطرقة إلى الفروق بين السينما الغربية والسينما العربية، كما توقفت عند مسألة الهيمنة الغربية، ومؤكدة أن أسلوب الإخراج يختلف حسب طبيعة الجمهور ودرجة استقلالية التجربة الفنية.
وسلطت الورشة الضوء على أسس الإخراج في السينما الدرامية، خاصة في المدرسة الغربية، ولا سيما الأمريكية، من خلال استحضار نماذج من السينما الكلاسيكية، من بينها فيلم روسي صامت يعود إلى سنة 1920، باعتباره من الأعمال المؤسسة للغة السينما العالمية. كما تناولت السينما الاشتراكية بوصفها سينما مناهضة للنموذج التقليدي، وساعية إلى تمثيل الواقع الحقيقي.
وفي هذا السياق، عرضت مقتطفات من فيلم «أموسو» (2019) للمخرج المغربي ندير بوحموش، معتبرة إياه تجربة فريدة وملهمة، تستلهم روح السينما اللاتينية، خصوصاً السينما التعاونية المنتشرة في بلدان أمريكا اللاتينية وأوروبا.
كما تحدثت المؤطرة عن السرد السينمائي في الإخراج، وأهمية الصبر، والشاعرية، والحرية، والرؤية الجمالية في العملية الإخراجية، مؤكدة أن هذه العناصر تختلف من مخرج إلى آخر حسب التجربة والرؤية الفنية.
وتقاسمت السينمائية تجربتها الشخصية في مجال الإخراج والكتابة، مشيرة إلى أن أفلامها تعتمد أساساً على البحث، دون اللجوء إلى الأفلام العلمية، مع التركيز على الاستلهام العميق من الموضوع لاختيار الشكل الفني المناسب، مستحضرة تجربتها ما بين 2006 و2011 من خلال إنجاز فيلم مناهض للعنصرية، قيل ان أحد أبطاله شابا مغربيا.
واختُتمت الورشة بنقاش مفتوح مع الحضور، تميّز بأسئلة وتفاعلات غنية، كرّست في مجملها قيمة الإخراج باعتباره عنصراً أساسياً ومحورياً في العملية السينمائية برمتها بثحثا عن فرجة راقية يبتغيها المتلقي، تلها توزيع شهادة تقدير لفيولا من قبل الدكتورة باري زوجة السينيفيلي الدكتور باري رحمه الله احد مؤسسي المهرجان.
























