فشتـــــــالة/تفزة…تاريخ أو حين يستحيل الدمع دما =صور=

20 سبتمبر 2016
فشتـــــــالة/تفزة…تاريخ أو حين يستحيل الدمع دما =صور=

عبد الغني جزولي- تاكسي نيوز

تعد قرية فشتالة من أجمل المواقع الطبيعية بمنطقة بني ملال، و تقع بالضبط بين قرية فم العنصر وفرياطة، على بعد 12 كلمتر من مدينة بني ملال ، وتعرف القبيلة بتاريخها العريق الذي هو جزء من تاريخ تادلا وبني ملال وتاريخ المغرب ، ارتبطت ارتباطا وثيقا بتاريخ المنطقة ككل حيث شكلت خلال القرن 16 أهم مركز سياسي وحضاري في تادلا ،وعن ذلك يذكر المؤرخون بإعجاب كبير غناها ووفرة مياهها وخيراتها وجمال بساتينها وحدائقها إلى درجة أنها كانت رقما مهما في معادلة التاريخ والجغرافيا ولو ان الحاضر لم ينصفها.

أطلال فشتالة تروي حكايات غابرة من أزمنة مختلفة باختلاف الملوك والسلاطين الذين استوطنوها وجعلوا منها مقرا لحكمهم، قصة تهميش مزمن وإهمال طويل ، من دون إعطاء أي اعتبار لقيمتها الأثرية أو التاريخية ، حتى أصبح تعرضها للإقصاء والتخريب واللامبالاة مسألة غير ذات اهتمام، لعل من أهم الأطلال التي طالها التهميش “المسجد الأعظم”، الذي يتوسط القرية والذي يعد خير شاهد على مراحل تطور فنون العمارة والبناء الذي شهدته على مر العصور ، ويمكن اعتباره الأثر الوحيد المتبقي بشكله الأصلي.
وفي مشهد آخر خارج دائرة الزمن، استطاع القوس الوحيد المتبقي من أطلال المسجد الأعظم جامع السلطان مولاي سليمان أن يبقى صامدا وشامخا، في تحد صارخ لجور المكان والإنسان .

received_10202297082784138

لكن ، رغم النكران والانسلاخ، تبقى فشتالة تلك الحاضرة الجميلة بعبق تاريخها وعلمائها و الملوك والسلاطين الذين استوطنوها بدءا من الزناتيين والتواليين والمرابطين والموحدين وبعدهم شاعرها الكبير عبد العزيز الفشتالي السعدي ، زارها شارل دوفوكو وقبله ليون الافريقي، وبعدهم الكثير من الرحالة والمستكشفين لأنها بحق استحقت لقب حاضرة تادلا كيف لاتستحق ذلك وقد كانت مهدا للحضارات المتعاقبة على المنطقة بحكم أهمية موقعها،اليوم وأكثر من أي وقت مضى فشتالة في أمس الحاجة لسواعد أبنائها من أجل رد الاعتبار لموروثها الثقافي والتاريخي وانتشالها من براثين الإقصاء والتهميش.

received_10202297077704011

الاخبار العاجلة