الحبيب المصطفى
أثارت رحلة شعار رجاء بني ملال الأخيرة نحو إحدى الملاعب الأوروبية تفاعلا لافتا بين الجماهير، بعدما شدت الأنظار أقمصة اللاعبين التي بدت غريبة عن المتفرجين، ففي البداية، اعتقد البعض أنها القمصان الجديدة لنادي ريال بيتيس الإسباني، غير أن فضول عدد منهم قادهم إلى الاستفسار، ليأتي الجواب مفاجئا: نحن رجاء بني ملال، أبطال المغرب سنة 1974، وقادمون إن شاء الله.
هذه اللحظة العفوية التي رواها خالد حجي، الرئيس السابق للنادي، لم تكن مجرد طرائف سفر رياضي، بل كانت دليلا على أن اسم الفريق الملالي ما زال يحمل رمزية خاصة، ويعيد إلى الواجهة إنجازا تاريخيا تحقق قبل أكثر من نصف قرن عندما توج النادي بلقب البطولة الوطنية.
رجاء بني ملال، رغم تواضع إمكاناته قياسا بكبريات الأندية المغربية، ظل عبر تاريخه مدرسة لتكوين المواهب وواجهة مشرفة للجهة. واليوم، وهو يحضر في المحافل الأوروبية، ولو بشكل تمثيلي من طرف رئيسه السابق وابنه، فإنه يجدد تعريف الآخر بتاريخ كرة القدم المغربية ويثبت أن روح المنافسة لا تموت مهما تعاقبت الأجيال.
يؤكد حجي أن النادي ليس مجرد فريق محلي، بل هو ذاكرة جماعية لمدينة بأكملها، ورافعة رياضية وثقافية ساهمت في صقل صورة المغرب خارج حدوده، وما لحظة التعرف على قميص رجاء بني ملال في الملعب الأوروبي سوى دليل على أن الرياضة تحمل دائما قصصا تختصر تاريخ الشعوب وتبرز طموحها نحو المستقبل.
رجاء بني ملال إذن، هو بطل الأمس الذي يسعى أن يكون جزءا من حاضر ومستقبل كرة القدم المغربية، ووجود أبنائه اليوم في قلب أوروبا، حتى من باب المبادلات الرياضية، يفتح الأفق ليعود هذا الاسم العريق إلى مكانته الطبيعية بين الكبار.