الحبيب المصطفى
في مشهد مثير للاستغراب، طغى عليه الإهمال وغياب التقدير، تم إقصاء الحكام الذين أشرفوا على مباريات دوري كرة القدم المنظم من طرف عمالة بني ملال من أي شكل من أشكال التكريم أو الاعتراف، رغم دورهم الأساسي في إنجاح البطولة وضمان احترام قواعد المنافسة والروح الرياضية.
فبينما حظي الفائزون في الدوري أو في سباقات العدو الريفي بجوائز مالية ضخمة وصلت إلى 20 ألف درهم للفائز الأول، لم تمنح حتى ميدالية رمزية للطاقم التحكيمي، الذي قضى أياما كاملة في إدارة المباريات بكل مسؤولية وحياد، وسط أجواء تنظيمية صعبة في بعض الأحيان، علما أن تكلفة ميدالية رمزية لا تتجاوز بضعة دراهم، لكنها كانت ستشكل عربون تقدير واعتراف بمجهودات لا تقاس بالمال.
هذا الإقصاء غير المبرر كشف عن خلل في منطق اللجنة التنظيمية، التي يبدو أنها اختزلت النجاح في تتويج الفرق والعدائين فقط، متناسية أن التحكيم ركيزة أساسية في أي بطولة رياضية، وأن الحكم لا يقل أهمية عن اللاعب أو المنظم، بل إن غياب التحكيم الجيد قد ينسف مصداقية أي منافسة مهما كانت مستواها.
فلقد انتظر الحكام في نهاية المباراة النهائية لحظة تكريم رمزية تنصف ما قدموه طيلة أيام الدوري، لكنهم غادروا في صمت محبط اللهم تعويضات مالية بسيطة، وهو ما اعتبر من طرف العديدين إهانة واضحة، وضربا لقيمة التحكيم.
