حميد رزقي/ سوق السبت
في إطار تفعيل مفهوم سياسة القرب، والانفتاح أكثر على جمعيات المجتمع المدني بسوق السبت أولاد النمة بإقليم الفقيه بن صالح ، والإنصات إلى انشغالات الساكنة ، ومحاولة استيعاب تطلعاتها ، انعقد لقاءا تواصليا يوم الخميس 07 يونيو 2017 ، بالمركز الاجتماعي متعدد الاختصاصات لسوق السبت ، مع العديد من الفعاليات المنتخبة والجمعوية والمهتمين بالشأن العام بالمدينة .
اللقاء، يعتبر حلقة جديدة من سلسلة لقاءات مماثلة مرت سابقا ببعض الجماعات الترابية بإقليم الفقيه بن صالح ، تربو في مجملها الإطلاع عن كثب على حاجيات فئات عريضة من المجتمع والأخذ بمطالبها وتطلعاتها، وفتح دائرة النقاش لمعالجة القضايا المستعجلة والتداول بشأن بعض الاكراهات التي تعوق صيرورة التنمية بالإقليم .
وقد جاء لتسليط الضوء على مجموعة من القضايا الاجتماعية العالقة التي شكلت إلى حدود الأمس القريب لوحدها مطالب آنية لدى العديد من الفعاليات الجمعوية المحلية ، حيث استأثر موضوع الربط بشبكة الماء الشروب والكهرباء والصرف الصحي والأمن والنظافة والحاجة إلى ملاعب للقرب والوضع الاستثنائي لحديقة حي الهدى…الخ بنقاش كافة المتدخلين تقريبا.. وهي المواضيع نفسها للإشارة التي أشعلت فتيل الاحتجاج أكثر من مرة بالمدينة.
والى ذلك ، تساءلت مداخلة الفاعلين الجمعويين عن مآل بعض مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالمدينة ( السوق النموذجي) التي سيكون لها تأثيرا ايجابيا على الباعة المتجولين وعلى المدينة ككل ، وعن الأسباب التي منعت الجهات المسئولة من فتح أبواب مشاريع جاهزة أخرى في وجه الساكنة( دار الثقافة)، وعن مآل الملعب البلدي بسوق السبت ، وواقع بعض المؤسسات التعليمية التي تعيش بدون صرف صحي.
وعبر البعض الآخر منها عن قلقه من الوضع التي يعرفه مستشفى القرب بسوق السبت ووصفه بالمحطة العابرة التي يلج لها المرضى من اجل التوجه نحو المستشفى الإقليمي بالفقيه بن صالح أو الجهوي ببني ملال، مثلما عبرت عن استيائها من ضعف خدمات شركة كازا تكنيك للنظافة بسوق السبت ، ومن مدى جودة المياه التي يشربها زبناء الوكالة .
واشتد النقاش أكثر بخصوص نقطتين أساسيتين، تتعلق الأولى منهما بمستودعات الأجور بالمدينة وتأثيراتها على الساكنة ومآل بعض الأحكام الصادر في هذا الشأن والتي قضت بتوقيف العمل ببعض الورشات ، والثانية بواقع ساكنة أولاد سي بلغيث التي تفصلها عشرة أيام عن المائة اليوم بالمعتصم والى حدود اللحظة يبقى النور في النفق ضئيلا، حيث كل طرف يتشبث بشرعية مواقفه.
وفي معرض إجابته، أكد عامل الفقيه بن صالح، الذي اشرف على اللقاء، بحضور مدير الديوان ورئيس الجماعة الترابية لسوق السبت وعدة منتخبين وجمعيات المجتمع المدني، و رؤساء المصالح الخارجية ، وممثلي السلطات المحلية والأمنية ، أن الغاية من هذه اللقاءات التواصلية ليس سرد أخطاء الغير ، أو انتقاد ما هو كائن ، إنما البحث بشكل جماعي تشاركي عن الحلول الممكنة للملفات المطلبية العالقة .
وقال إن أولوية المعالجة تكون في غالب الأحيان للملفات ذات الوقع الايجابي المباشر على الساكنة ومن بين ذلك ملف الربط بشبكة الماء والكهرباء الذي استأثر يقول المسؤول الأول بالإقليم باهتمام كافة الفرقاء المحليين ، و أكيد أن الساكنة ستكون عل موعد قريبا مع حلول نهائية لهذا المطلب الحساس .
والى ذلك، وقف عامل الإقليم على دور الفاعل الجمعوي في النهوض بالتنمية المحلية وعلى أهمية اقتراحاته، وشدد على البرامج التي تنجز في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بشراكة مع جمعيات المجتمع المدني، ودعا إلى توسيع دائرة الاستهداف لكي تمتد إلى التعاونيات النشيطة العاملة في مجال الأنشطة المدرة للدخل، ووعد بعقد لقاءات دورية مع كافة الأطراف المتضررة خاصة ساكنة أولاد سي بلغيث و ساكنة تجزئة العزراوي في أفق إيجاد حلول توافقية لباقي المشاكل العالقة والقيام بما يمكن عمله من أجل تجاوز مختلف الاكراهات وإيجاد مخرجات حقيقية لمختلف القضايا التي تؤرق المواطن.
