في إطار البرامج الإدماجة بمستوياتها المختلفة والموجهة لفائدة نزلاء المؤسسة السجنية بني ملال بهدف تمكينهم من اكتساب المهارات العلمية و الثقافية و الفكرية و التحسيسية ، احتضن المقهى الثقافي للمؤسسة السجنية بتاريخ يومه الثلاثاء 13 ماي 2025 لقاءا ثقافيا حيث استضافت فيه المؤسسة السجنية بني ملال الشاعر والزجال والاديب ادريس الطالبي حول مؤلفه الموسوم ” فعلي يلكني” هذا المؤلف تم تقديمه لنزلاء المؤسسة المشاركين في هذا اللقاء الثقافي من طرف الأستاذة و الشاعرة و الروائية امينة صيباري .
واستهل هذا اللقاء الثقافي المميز بكلمة ترحيبية لمدير المؤسسة السجنية التي أشاد من خلالها بالمجهودات المبذولة من طرف الأستاذة امينة صيباري لسهرها المستمر في تنشيط اللقاءات الأدبية و الفكرية و الثقافية لهذا الفضاء الذي يشكل باستمرار محطة لاستضافة كتاب و روائيين و ادباء و شعراء من مختلف انحاء المملكة المغربية ، كما أشاد بالأدوار الإيجابية لمثل هذه اللقاءات على نفسية النزيلات و النزلاء المشاركين فيها ولما لذلك من نتائج إيجابية حول سلوكياتهم و بناء معارفهم العلمية و الثقافية و تطويرها مما يساعد على تحقيق ادماج فعال وامثل لهم في المجتمع بعد الافراج عنهم .
الأستاذة أمينة صيباري كعادتها أخدت الكلمة لتحيط الحضور بورقة تعريفية عن الكاتب ادريس الطالبي ومسار حياته العلمية. ليقوم بعد ذلك الكاتب بتقديم توطئة عن المؤلف موضوع النقاش، حيث فتح النقاش لمداخلات النزلاء والنزيلات الذين بسطوا مجموعة من التساؤلات حول مضامين هذه الكتاب وظروف تأليفه والمغزى والفائدة منه وغيرها من الأسئلة والتدخلات .
وفي معرض رده عبر الكاتب عن انبهاره، إذ أشاد بجودة الأسئلة وغزارتها ونوعيتها، حيث أكد أن هذا الإنتاج ليس إلا تجسيدا للواقع المعاش وتشريحا للمجتمع، فهو يضم قصائد زجلية ذات أبعاد اجتماعية وفنية مستنبطة من الواقع المعاش للمجتمع المغربي .
وقد تخلل هذا اللقاء الثقافي فقرات فنية من موسيقى، فكاهة وغناء وقصائد زجلية أداها كالعادة مجموعة من نزلاء ونزيلات هده المؤسسة.
وفي الأخير يشار إلى أن برنامج المقهى الثقافي بالسجون تعد فكرة أطلقتها المندوبية العامة لإدارة السجون منذ تاريخ 2017 في إطار الجيل الجديد من البرامج التأهيلية التي يتم من خلالها تمكين نزيلات ونزلاء المؤسسات السجنية في لقاء مع رجالات الثقافة والفن والعلم، وعيا منها بضرورة اعتماد وسائل ناجعة ترمي إلى تحقيق التكامل بين البرامج الثقافية والفكرية وبرامج تأهيل السجناء لإعادة الإدماج وتطوير مجال انفتاح السجين على العالم الخارجي تمهيدا لإدماجه.