جزء من الذاكرة الثقاقية لمدينة بني ملال… هذه أربعة فضاءات ستبقى خالدة في الذاكرة الملالية!

16 أغسطس 2022
جزء من الذاكرة الثقاقية لمدينة بني ملال… هذه أربعة فضاءات ستبقى خالدة في الذاكرة الملالية!
محمد بنوي : باحث في مجال التربية و المجتمع/الصورة من الارشيف

 

نشر موقع تاكسي نيوز يومه الجمعة 12 غشت الجاري خبرا سارا بالنسبة لكل عشاق الفن والثقافة عموما والفن السابع بشكل خاص .هذا الخبر يتعلق بدعم المركز السينمائي المغربي باعادة بناء إحدى المعالم التاريخية لبني ملال التي تشكل جزءا من الذاكرة التاريخية لهذه المدينة العريقة .انها سينما فوكس . هذا الخبر أعاد بي الذاكرة الى قبل أزيد من 40 سنة في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي حيث كانت مدينة “المياه العذبة” تعج بحركية ثقافية وفنية وسينمائية جادة ساهمت في تاطير وتوجيه أطفال وشباب تلك الفترة وجعلت منهم فيما بعد نخبة من الأطر المسؤولة تؤدي دورها الآن في خدمة المجتمع والوطن كل حسب موقعه المهني والاجتماعي .

أربعة فضاءات ستبقى خالدة :

-1 سنيما أطلس و2 سينما فوكس

رغم أن ذلك الفضاء الأول – سينما أطلس ومع كامل الأسف-تم هدمه وتحول الى بناية سكنية وتجارية، فان الذاكرة الملالية وكل من كان له الحظ من جميع أرجاء المغرب أن زار المدينة أو شارك في نشاط بسينما أطلس، فلا شك انه لا زال يحتفظ ويتذكر أشياء و أوقات جميلة عاشها في ذلك المكان الذي شكل مع سينما فوكس فضائين ليس فقط للفرجة السينمائية ولكن أيضا تميزا في تنظيم عروض مسرحية لأشهر الفرق الوطنية بالإضافة الى انشطة جمعوية وسياسية ونقابية.

لكن الشيئ الذي لازال عالقا في الذهن وساهم في تكوين شخصيات بنات وأبناء ذلك الجيل هو العروض السنمائية التي كان يقدمها النادي السينمائي فرع بني ملال كل صباح يوم أحد بالتناوب مع القاعتين السينمائيتين ،اطلس وفوكس .لقد كنا أنذاك كتلاميذ منخرطين في هذا النادي الذي يمكن اعتباره ثقافيا اكثر منه سينمائيا . لقد كانت تعرض اسبوعيا افلام واشرطة سينمائية جادة وهادفة لكبار المخرجين الوطنيين والعالميين(لايسمح هذا الحيز بذكر ولو البعض منها) تعقبها مناقشات يؤطرها أساتذة اجلاء من خيرة الأطر التربوية التي عرفتها المدينة في تلك المرحلة .فمنهم من رحل الى دار البقاء ومن من لازال يقاوم اكراهات الزمن وهكذا يمكن القول أن في ذلك النادي السينمائي تعلمنا آداب الحوار والانصات وتلقينا التربية على مجموعة من القيم الانسانية النبيلة، المتمتلة في الاختلاف والتعدد والتسامح والتعاون والتضامن والتعايش مع الآخر المختلف عنا دينيا وفكريا وثقافيا .

3-الخزانة البلدية :

لقد كانت هذه الخزانة في تلك الفترة الذهبية هي الملجأ الوحيد بالمدينة لمن يريد ان يقرأ ويبحث ويهيئ للامتحانات والمباريات وكانت بمتابة ملتقى ثقافي وتربوي وتعليمي يلتقي فيه الأساتذة والتلاميذ والطلبة خاصة خلال أيام وفترات العطل في تلك القاعة الفسيحة التي كانت تنظم فيها أيضا عروض واسابيع ثقافية كالاسبوع الفلسطني الذي كان ينظم سنويا. لقد كانت تلك الخزانة تحتوي على أمهات الكتب في شتى أنواع المعرفة وفيها تعلمنا كيف نبحث وكيف نقرأ وكيف نلخص فقرات ومحاور وحتى بعض الكتب باكملها في زمن لا وجود فيه للانترنيت ولا الهاتف النقال قصد تصوير جزء او اجزاء من الكتب ولا “كوبي كولوي (copier -coller )كما يفعل العديد من تلامذة وطلبة وأساتذة اليوم في هذا الزمن الرقمي .

4- دار الشباب :

لقد كانت هذه الدار الثقافية والفنية والرياضية وجهة لاطفال وشباب المدينة مع مؤطريهم ومدربيهم لتفجير الطاقات الإبداعية وصقل المواهب الفنية من خلال العديد من الجمعيات التربوية والرياضية المحلية والوطنية في جو حماسي ووطني. وفي هذه الدار تعلمنا الإنضباط واحترام الوقت المخصص لكل جمعية ولكل نشاط ولكل فرد مع نبذ أي شكل من أشكال الأنانية وفيها ايضا ترسخت لدينا روح العمل الجماعي منذ الصغر. وفيها تعلمنا أيضا احترام القوانين والأنظمة المعمول بها ومحاربة أي شكل من اشكال الفوضى والعنف .

خلاصة على شكل نداء :

هذا جزء من ماكان يحدث في تلك الفترة في المجال الثقاقي والفني بالخصوص في مدينة بني ملال .مدينة العطاء والمواهب ومن هذا المنبر الإعلامي المتميز أوجه نداءا لكل بنات وأبناء المدينة والمنطقة أينما وجدوا بأن يهتموا بحفظ الذاكرة الملالية الغنية والثمينة بالكتابة والتوثيق لكل الأحداث والأنشطة في شتى المجالات حتى لا يضيع الترات الملالي المشرق، لكي يبقى رهن اشارة الأجيال الحالية والقادمة وليظل مفخرة للجميع .
.

الاخبار العاجلة