ماستر “السرد والثقافة بالمغرب” ينظم درسا علميا حول “التلفظ والاستراتيجيات الخطابية في القرآن الكريم” برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال

22 فبراير 2021
ماستر “السرد والثقافة بالمغرب” ينظم درسا علميا حول “التلفظ والاستراتيجيات الخطابية في القرآن الكريم” برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال

تقرير: عبد المنعم كروم

 

نظم “ماستر السرد والثقافة بالمغرب” بتعاون مع “مختبر السرد والأشكال الثقافية والتخييلية”
يوم الخميس 18 فبراير 2021 برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، درسا افتتاحيا في موضوع “التلفظ والاستراتيجيات الخطابية في القرآن الكريم”.
وقد كان الدرس الافتتاحي من إلقاء الأستاذ د. عبد العزيز فارس. في لقاء من تسيير الأستاذ د. عبد الرحمان غانمي، منسق الماستر ومدير المختبر، بمشاركة:

• الأستاذ د. محمد بالاشهب، عضو المختبر ورئيس شعبة اللغة العربية.

• الأستاذ د. عبد العزيز قاسمي، منسق ماستر الدراسات القرآنية وتطبيقاتها المعرفية.

• الأستاذ والشاعر د. الشرقي نصراوي، أستاذ مادة مناهج نقد التخييل السردي.

و افتتح الدكتور عبد الرحمان غانمي اللقاء بالترحيب بالأساتذة المشاركين وبكل الحضور الكريم والذي ضم طلبة الفصل الأول والفصل الثالث لماستر السرد والثقافة بالمغرب، وقد ذكر بالفلسفة العامة لماستر السرد والثقافة بالمغرب بكونها تنفتح على مختلف الأشكال التعبيرية، وتسعى في الآن نفسه إلى تنويع مداخل الاشتغال والتناول والتحليل. وأن محاضرة الدكتور عبد العزيز فارس تأتي بالنظر لما راكمه في البحث العلمي والدرس الأكاديمي بشكل عام، وفي تحليل الخطاب بشكل خاص، مستندا إلى المرجعية الغربية والعربية معا.

من جانبه، رحب الدكتور محمد بالاشهب بالطلبة وهنأ الجدد منهم بالالتحاق، كما أشاد بفريق الماستر وبما راكمه من حصيلة معرفية ومنهجية. وأشاد بالدور الذي يضطلع به ماستر السرد والثقافة بالمغرب وبخصوصيته وفلسفته المتميزة ورؤيته الواسعة والموسعة لمفهوم الأدب وفتحه لآفاق معرفية وذوقية للتحصيل الجامعي.

واستهل الدكتور عبد العزيز فارس الدرس الافتتاحي بترحيبه بالحاضرين ثم بمقدمة تتضمن أبياتا شعرية “علم العليم وعقل العاقل”، ثم حدد موضوع الدراسة والمتمثلة في قراءة تحليلية ونقدية لدراسة بعنوان “التلفظ والاستراتيجيات الخطابية في القرآن الكريم – سورة طه أنموذجا” للباحث قاسمي لعروسي الذي أشار في دراسته بالقول: “كل قراءة هي بالضرورة انتقائية، فهي لا تأخذ إلا ما يناسبها…”، ووضح د. عبد العزيز فارس خطورة هذا التحليل المعتمد ، ومنتقدا لقول الدارس، ومؤكدا أن الخطاب الأدبي يختلف تماما عن الخطاب القرآني باعتباره خطابا يعلو على باقي الخطابات، ثم قدم تساؤلات توضيحية من قبيل:
– هل يصح أن تتمادى فعالية المؤول إلى حد إلغاء كينونة النص؟

– هل يجوز أن يقدم محلل الخطاب القرآني تأويلات متناقضة، يلغي بعضها بعضا كما يقع في الخطاب الأدبي؟

– ما مدى تطبيق التأويلات على النص الخطابي؟

ـ كيف ينتج النص المعنى، ويوزعه حسب المستويات، ويوجهه تبعا لمسارات معينة، وينظمه داخل شبكات كثيفة وملتبسة، وأحيانا أخرى سهلة وشفافة؟

وقد ناقش الدكتور فارس قضية هجرة النظرية، واستيراد المناهج، ومعضلة التنزيل الحرفي لها على الخطابات الثقافية، ومن ضمنها الخطاب القرآني. موضحا جهل الدارس وخلطه بين الخطاب القرآني وخصوصيته مع باقي الخطابات الأخرى (على المستوى التواصلي، أوجه الخطاب، أفعال التواصل …).
وفي نفس الإطار كانت مداخلة الدكتور عبد العزيز قاسمي حيث قال أن الاشتغال على أي نص (إبداعي أو ديني) من زاوية واحدة لا يمكنه الإحاطة بدلالاته الحقيقية، على أنه في تحليل النص القرآني ينبغي استحضار “معهود الخطاب” الذي يمثل جزءا من السياقات.

وكانت مداخلة الدكتور الشرقي نصراوي حول التطبيق العلمي للمنهج، حيث تطبيق “قاسمي لعروسي” المنهج السيميائي في قراءته وتحليله لسورة طه قد غيّب محورين أساسيين هما “الذخيرة” و”السيرورة التاريخية”، وهو تغييب سيفضي لمزالق منهجية وأخطاء في النتائج.
وقبل الختام، فتح منسق الماستر فرصة للطلبة من أجل التدخل والمناقشة وإبداء آرائهم وأسئلتهم. وبعد مناقشة هذه التساؤلات والتدخلات، شكر الدكتور عبد الرحمان غانمي كل الحاضرين على تفاعلهم الطيب وعلى حضورهم المتميز، وانخراطهم الجدي، وختم عبر تذكيره بانفتاح ماستر “السرد والثقافة بالمغرب” على كل المشاريع العلمية والاقتراحات التي تعود على المنتسبين إليه بالفضل والإفادة.

الاخبار العاجلة