هذا هو التضامن!… افراد الجالية المغربية رسلو فهاد الجائحة لفلوس للأسر ديالهم بالمغرب والتحويلات وصلات نحو 68 مليار درهم بنمو بلغ 5 في المائة

11 فبراير 2021
هذا هو التضامن!… افراد الجالية المغربية رسلو فهاد الجائحة لفلوس للأسر ديالهم بالمغرب والتحويلات وصلات نحو 68 مليار درهم بنمو بلغ 5 في المائة

أظهرت تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج صمودا ملحوظا خلال هذه الفترة من الأزمة الصحية المرتبطة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد -19) ، حتى أن قيمتها بلغت نحو 68 مليار درهم خلال عام 2020، أي بنسبة نمو ناهزت 5 في المئة. ولكن كيف يتم تفسير هذا الارتفاع؟.

وفي هذا الصدد، يرى أستاذ الاقتصاد بالجامعة الدولية بالرباط عبد النبي أبو العرب، أن هذا الرقم كان من بين الأرقام المفرحة والأرقام التي حملت بشارة خير، وعبرت عن ارتباط المغاربة المقيمين بالخارج ببلدهم، وبعائلاتهم بشكل كبير وقوي.

وأكد أبو العرب، في تصريح لموقع البيجيدي، أن هذا الارتفاع يترجم كذلك الحس التضامني الكبير لدى الجالية المغربية في العالم، حيث إنه في ظل هذه الجائحة، وما تسببت فيه من آثار سيئة وخيمة على الاقتصاد وعلى التجارة، وبطبيعة الحال على أرزاق العائلات المغربية سواء في قطاع المهنيين أو قطاع الأجراء بصفة عامة، فإن هذه العائلات تقاسمت ما لديها مع أفراد أسرها وأقاربها.

وأوضح أبو العرب، أنه انطلاقا من هذه الوضعية الصعبة، أحس المغاربة المقيمين بالخارج بصعوبة الوضع الاقتصادي وبصعوبة المرحلة التي يجتازها الشعب المغربي قاطبة، فهبوا إلى التضامن مع عائلاتهم ومع أصولهم في المغرب، بلدهم الأول بطبيعة الحال، وهذا ما يفسر هذا الارتفاع، مشيرا إلى أنه إذا نظرنا إلى الحالة الاقتصادية في الدول المستقبلة للمغاربة، فالوضعية الاقتصادية فيها كانت أيضا سيئة، وتراجعت فيها الأنشطة الاقتصادية والتجارية.

وتابع أن مداخيل المغاربة المقيمين بالخارج تراجعت هي أيضا، خصوصا الذين تم توقيفهم عن العمل أو تم تسريحهم، غير أنهم فضلوا أن يصبروا وأن يتضامنوا من موقع أن حالتهم الاقتصادية هناك قد تكون أفضل بفضل ما لديهم من مدخرات، أو من حيث إن المساعدات التي تقدمها الدول المستقبلة وتسمح لهم بالتضامن مع عائلاتهم، وبالتالي ضاعفوا من تحويلاتهم المالية التي تطورت بحوالي 5 في المائة.

يذكر أنه بعدما تراجعت تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج في بداية أزمة كوفيد-19 بالمغرب، بنسبة 14.6 في المائة و8.8 في المائة و1.6 في المائة على التوالي لشهور مارس وأبريل وماي، عادت إلى الارتفاع في يونيو الماضي، لتصل إلى مستويات أعلى بكثير من تلك المسجلة في عام 2019، على الرغم من الانعكاسات السلبية لهذه الأزمة على الاقتصاد العالمي.

وأدى فقدان ملايين مناصب الشغل وكذا الدخل، خاصة في أوروبا، التي تعد موطنا مهما للجالية المغربية بالخارج، إلى تعزيز زخم التضامن ليس فقط بين أفراد المجتمع المغربي، ولكن أيضا بين المغاربة المقيمين بالخارج الذين برهنوا على ارتباطهم الوثيق بأقاربهم ووطنهم الأم.

وعلى الرغم من التنبؤات التي كانت تراهن على انعطاف المنحى خلال الفصل الأخير من عام 2020، فإن تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج لازالت تتجه صعودا بحيث لا تزال تمثل مصدرا مهما لتدفق العملة الصعبة إلى المغرب، فضلا على كونها تشكل مصدر دخل لفئة اجتماعية توجد في وضعية صعبة.

الاخبار العاجلة