“كورونا” العدو الذي أربك حسابات المغاربة… فهل سنستفيد من الدرس؟!

1 مايو 2020
“كورونا” العدو الذي أربك حسابات المغاربة… فهل سنستفيد من الدرس؟!
محمد بنوي / باحث في قضايا التربية والمجتمع

من دروس كورونا ( إعادة النظر فيما يفكر فيه الانسان)   اذا كان ما يميز الانسان – من ضمن ما يتميز به – قدرته على التخطيط بما    سيقوم به في المستقبل من اعمال وانشطة من خلال وضع  برنامج  يتضمن زمان ومكان الانجاز ،فان ما وقع  اثناء ظهور وباء كورونا المستجد ،حطم ما كان يخطط له الانسان على المدى القريب و المتوسط والبعيد .نتفق جميعا ان لا احد وضع في الحسبان بأنه سيخضع للحجر الصحي وبانه لن يستطيع ان يغادر بيته او حيه أو دواره او مدينته الا برخصة استثنائية من السلطات المختصة. من كان يعتقد بأنه سيتوقف عن العمل بهذه الطريقة ؟ من كان يظن بأنه لن يستطيع ان يلتقي مع افراد من عائلته او أصدقائه في كل اسبوع او في كل شهر ؟ من كان يعتقد بأنه لن يحضر في مراسيم دفن من وافتهم المنية في هذه المرحلة ،من اقرباءه اوحتى الحضور الى بيت المتوفى لتقديم واجب العزاء؟ من كان سيصدق بان المساجد ستغلق في وجه المصليين حماية لصحتهم وحياتهم ؟ من كان  يظن انه لن يستطيع التنقل ليلا من الساعة السابعة مساء الى الساعة الخامسة صباحا خلال هذا الشهر الكريم امثتالا لقرار السلطة المختصة تفاديا لكل اللقاءات الاجتماعية التي تكون  عادة في شهر رمضان ،والتي قد يستغلها هذا الفيروس المتربص ليسقط المزيد من المرضى او الضحايا لا قدر الله؟ هل كان اللاعبون والجمهور على علم بان مختلف المسابقات الرياضية ستتوقف الى اجل غير مسمى؟ وهل كان التلاميذ والطلبةوالأساتذة والامهات والاباء ،هل كان احد منهم يعرف ان المدارس والجامعات ستغلق ايضا الى اجل غير مسمى ؟ واخيرا وحتى لاننسى من هم في مقدمة المعركة،نساء ورجال الطب والتمريض وجميع افراد السلطات الأمنية والمحلية والقضائية ،هل كان هؤلاء على علم بأنه سيشتغلون ليل نهار وسيخاطرون بصحتهم وحياتهم من اجلنا ومن اجل الوطن ؟ اعتذر ان نسيت عدم ذكر فئات اخرى من هذا البلد العزيز .واضح اذن ان ظهور هذا الوباء اللعين حطم وكسر اهم ما يميز الانسان ككائن مفكر ،كما قال الفيلسوف الفرنسي ديكارت ، يفعل ما يريد ويترك ما لا يريد في الحاضر وفي المستقبل . هذا هو الدرس القاسي الذي تعلمناه من هذا الفيروس الذي بلغ لنا هذه الرسالة :  لقد افسدت ما كنتم تتمتعون وتنعمون به ، لقد حطمت كبرياءكم ، لقد قتلت احلامكم ،لقد اجلت مشاريعكم وامنياتكم الى اجل غير مسمى ….هل سنستفيذ من هذه الدروس في المستقبل ؟ هذا هو السؤال المطروح علينا جميعا .

الاخبار العاجلة