أساتذة جامعيون يناقشون التراث المعماري بالأطلس الكبير المركزي بدار الثقافة ببني ملال

4 مايو 2019
أساتذة جامعيون يناقشون التراث المعماري بالأطلس الكبير المركزي بدار الثقافة ببني ملال

يوسف الفرساوي

 

ناقش أساتذة جامعيون بدار الثقافة ببني ملال، موضوع التراث المعماري بالأطلس الكبير المركزي في ندوة علمية عنونت بـ:”التراث المعماري بالأطلس الكبير المركزي :التاريخ الوظائف والتحولات”، صباح امس (الجمعة)، في إطار الملتقى الأول للتراث الثقافي بجهة بني ملال خنيفرة.

وأكدت الأستاذة سعاد بلحسين في هذه الندوة في مداخلة بعنوان: قراءة في كتاب “المخازن الجماعية بالأطلس الكبير المركزي تراث مادي رأسمال رمزي “، على أن سياق تأليف هذا كتاب جاء كثمرة مجهود عشر سنوات من البحث في المخازن الجماعية والمعمار الجبلي، بجهة بني ملال خنيفرة. وأضافت قائلة:” أنه لا يمكن الحديث عن ترميم هذه المخازن إلا باستحضار الإنسان والتاريخ والمجال”.

وفي السياق ذاته، أضافت الأستاذة سعاد بلحسين رئيسة مركز معابر للدراسات في التاريخ والتراث والتقافة والتنمية الجهوية، أن هذا المركزهو مجال وفضاء للتناظر العلمي، والمزاوجة بين ما هو أكاديمي وبين ماهو تنموي، يهدف بالأساس إلى تحويل المخازن الجماعية إلى فضاءات تهتم بالتنمية، و القيام بجرد لهذه المخازن، وحمايتها، والاستفادة منها، بالإضافة إلى خلق فرص للشغل، والحد من هجرة الإنسان للجبل.

وأشار الأستاذ محمد العاملي في هذه الندوة التي جاءت في سياق الاحتفاء بشهر التراث الثقافي بجهة بني ملال خنيفرة في مداخلته:”الخصوصية التاريخية والاقتصادية والرمزية للمخازن الجماعية بالأطلس الكبير المركزي”، إلى أن الدراسات التي أجريت حول الجبل ـالذي يشكل 65℅ من مجموع مجال جهة بني ملال خنيفرةـ هي قليلة جدا ولا تغطي إلا بعض الفترات، مضيفا أن المعمار لا يدرس أجل إعادة بنائه، بخصوصياته المعمارية، وإنما الهدف الأساسي ايجاد نوع من الوثيقة المادية البارزة على سطح الأرض.
وأضاف المتحدث ذاته، أن هذه المخازن الجماعية هي مرتبطة بشكل أساسي بنمط العيش، ومرتبطة كذلك بالتخزين، بالإضافة إلى ارتباطها بانعدام الأمن، وتقلبات الأسعار، وقلة الأسواق.

وفي مايخص أشكال هذه المخازن يضيف محمد العاملي، أنها أشكال متعددة تتراوح بين أربعة طوابق وأخرى ثلاثة طوابق، مشيرا إلى أن حجرات هذه المخازن تتراوح ما بين 250 إلى 350 حجرة.
وفي مداخلة بعنوان :” الجماعة أو القبيلة ودورها في تدبير مخازن الجماعية بالأطلس الكبير المركزي”، أكد الأستاذ نور الدين محمود أن تدبير المخازن الجماعية مهمة كانت تقوم بها الجماعة بعد تعيينها وانتخابها من طرف القبيلة. مبرزا أن هذا التدبير كانت تقوم به الجماعة اعتمادا على مجموعة من الأعراف المتداولة، هذه الأخيرة صيغت بما يتلاءم وحياة القبيلة اقتصاديا واجتماعيا.

وأشار الأستاذ الحسن بودرقا في هذه الندوة في مداخلته “تأملات في علاقة العمارة بالتاريخ”، على أن هناك لبس في علاقة التاريخ بالعمارة، مضيفا أن التراث المعماري الجبلي، هو تراث احتفظ بخصوصياته وأصالته، كما يعتبر هذا التراث مرجعا مهما للتأليف.

كما أثار الباحث ذاته، مجموعة من التأملات في علاقة التاريخ بالعمارة، من خلال مجموعة من القضايا أهمها: العمارة في علاقتها بالحضارة، العمارة في علاقتها بالمجال، العمارة تحيل على تاريخ الإنسان والقبيلة، العمارة وثيقة تاريخية محتملة.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة جاءت استمرارا لندوات الدورة الأولى لملتقى التراث العمراني والمعماري التاريخ والخصائص والأنماط، الذي استمر طيلة يومي 2 و 3 ماي، بدار الثقافة بني ملال، الذي نظمته وزارة الاتصال قطاع الثقافة، والمديرية الجهوية للثقافة بجهة بني ملال خنيفرة، والمحافظة الجهوية بمديرية التراث الثقافي، حيث انعقدت ندوة أولى صباح يوم اول أمس (الخميس) حول: “جوانب من تاريخ العمران والعمارة بجهة بني ملال خنيفرة”، بالإضافة إلى جلسة ثانية من مساء نفس اليوم كذلك عنونت بـ:”لتراث العمراني والعمارة بين التخطيط والتأهيل”.

الاخبار العاجلة