نساء متميزات نستحضرهن بمناسبة 8 مارس… حنان غزيل امرأة رفعت التحدي منذ الطفولة من أجل ولوج مهنة الطب والدفاع عن قضايا المرأة من مواقع مختلفة

6 مارس 2019
نساء متميزات نستحضرهن بمناسبة 8 مارس… حنان غزيل امرأة رفعت التحدي منذ الطفولة من أجل ولوج مهنة الطب والدفاع عن قضايا المرأة من مواقع مختلفة

أبو نزار

 

“المرأة المغربية رمز للتحدي وعنوان لما حققه المغرب في مجال المساواة  وتكافؤ الفرص “هكذا تتحدث الدكتورة حنان غزيل الطبيبة بقسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي للفقيه بن صالح عن المرأة المغربية وما حققته من مكتسبات بالموازاة مع الدينامية التي يعرفها المغرب على كافة المستويات والتي أثمرت دستور سنة 2011 وما جاء به من حقوق للمواطنين عامة وللنساء على وجه الخصوص ، مضيفة أن المغرب قطع أشواطا كبرى ومهمة وتجاوز  النظرة الذكورية والصورة النمطية للمرأة التي ولجت جميع القطاعات والمجالات حتى الحساسة منها ،التي كانت حكرا على الذكور، وأن طموح المرأة ليس له حدود في عالم يتطور يوما عن يوم .

فبإصرارها  وقوة عزيمتها  تمكنت حنان غزيل الشابة المنحدرة من مدينة خريبكة من ولوج كلية الطب والصيدلة بمدينة الدار البيضاء  ، رغم اعتراض أفراد الأسرة ، وذلك بعد مسار دراسي ناجح توج بنيل شهادة البكالوريا بميزة جيد جدا في شعبة العلوم التجريبية ، حيث تخرجت منها سنة 2009 لتعين كطبيبة رئيسة لقسم الطب العام ورئيسة لقسم الفوترة بمستشفى الأطلس الكبير الأوسط ) )المستشفى الإقليمي( بمدينة أزيلال  قبل الانتقال للعمل بالمستشفى الإقليمي للفقيه بن صالح سنة 2011 حيث اشتغلت كرئيسة لقسم المستعجلات وكذا مديرة بالنيابة للمستشفى لفترة معينة .

حلم وتحدي رفعته حنان غزيل منذ طفولتها حين كانت تعبر عن أمنيتها في ولوج عالم الطب كلما سئلت في الأقسام الدراسية أو بين أفراد العائلة والأسرة عن مهنتها المستقبلية ، مما جعل مسارها الدراسي كله جد ومثابرة واجتهاد وانضباط  كمميزات حافظت عليها حتى بعد تخرجها وولوجها هذه المهنة النبيلة التي حظيت من خلالها بحب واحترام وتقدير المرضى وكذا الرؤساء وزملاء العمل.

إن أول ما يثير انتباه زوار قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي للفقيه بن صالح هو حيوية ونشاط وطيبوبة الدكتورة حنان غزيل وجديتها في العمل ، ومبادرتها إلى سؤالهم عن سبب زيارتهم وتقديم خدمات الفحص والكشف والعلاج لهم بكل تلقائية ، وبضمير مهني وإنساني  قلما نجد نظيرا له في العديد من المرافق العمومية .

أخلاق عالية تشبعت بها الدكتورة حنان غزيل ، الحاصلة على دبلوم الخبرة الطبية والتعويض عن الأضرار الجسدية من المعهد الوطني للطب الشرعي سنة 2014 ، ببيت الأسرة بين أحضان الوالدين وإخوتها الخمسة ، وبين صفوف الدراسة بمدرسة الزلاقة وإعدادية الإمام مالك ثم بثانوية ابن عبدون بمدينة خريبكة حيث تتذكر أساتذتها الأجلاء ممن تعلمت على أيديهم حب الشعر والرواية والقصة وقراءة الجرائد المغربية التي كانت مواظبة على اقتنائها يوميا.

وبخصوص ما يمكن أن تتعرض له المرأة من مضايقات وتحرشات بسبب النوع الاجتماعي ، أكدت الدكتورة حنان غزيل ، وهي أم لطفلين ، أن الطبيعة الفيزيولوجية للمرأة قد تجعلها أمام عدد من الإكراهات والمضايقات ، لكن القوانين تغيرت بشكل كبير لصالح حماية النساء ، وأردفت بأن جل القطاعات الإنتاجية باتت تقدر المرأة المغربية وتعطي اعتبارا كبيرا لها سواء من حيث الحقوق أو الواجبات ، وأضافت أن الطبيعة الفيزيولوجية للمرأة تعتبر عنصر قوة وليس عنصر ضعف بحيث تمكنها من القيام بأعمال ومهام تتطلب الصبر وقوة التحمل كالدوام الليلي و تأدية واجبها المهني على قدم المساواة مع زميلها الرجل ، كما أن أنوثتها تجعلها تؤدي عملها بإنسانية أكبر وبمردودية أحسن حيث ترى المريض كابن أو أخ أو أم أو أب .

ولم تثنها مهنة الطب عن الدفاع عن قضايا النساء والمرأة والمجتمع من خلال أنشطتها كرئيسة ل ” فيدرالية جمعيات إقليم خريبكة “ونائبة لرئيس ” جمعية لنتواصل ” وكمستشارة بالمجلس البلدي لنفس المدينة ، بالإضافة إلى كونها مناضلة حزبية ورئيسة جهوية لمنظمة نسائية ، حيث أوضحت في  هذا الشأن أنها تميز جيدا بين مختلف هاته المسؤوليات والمهام ، فتضع قبعة الطبيبة بمجرد ولوج المستشفى لتؤدي واجبها المهني بكل تفان وإخلاص ، كما تترك جانبا صفة الطبيبة كلما كانت تنشط في مجال جمعوي ومدني آخر.

وشددت الدكتورة حنان غزيل على ضرورة الموازنة بين الواجبين المهني  والأسري ، موضحة أن على المرأة أن لا تنس أنها بالإضافة إلى كونها شريكا للرجل على قدم المساواة في ممارسة مختلف الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية ، فهي أم عليها أن تهتم بشكل كبير بواجبها الأسري في تربية الأبناء باعتبارهم عماد المجتمع ونساء ورجال الغد ممن يستحقون تربية حسنة ورعاية كافية ، ولفتت في هذا الصدد أنها تسهر شخصيا على القيام بالأشغال المنزلية من غسل وتنظيف وطبخ وتربية لطفليها رغم ظروفها الاجتماعية الجيدة التي تسمح لها بالاستعانة بعاملة منزلية أو مربية.

وقالت بأن تفهم الزوج والأسرة والأب يسهل مأمورية المرأة في مباشرة واجبها المهني ووظائفها الاجتماعية دون إكراهات أو ضغوط، معتبرة أن التواصل والتفاهم والاحترام المتبادل من شأنه حل الكثير من نقط سوء التفاهم والفهم ، مسجلة أن احترام الحريات الفردية المقرون بعدم الإخلال بالآداب العامة مبدأ لا يناقش وضروري في التعاطي  بعض القضايا  التي تعيق تقدم المجتمع .

يشار أن الطبيبة الإنسانة والفاعلة الجمعوية حنان غزيل تشغل أيضا مهمة رئيسة منظمة المرأة التجمعية بجهة بني ملال خنيفرة.

الاخبار العاجلة