كثافة المرور و مخاطره تقلق العابرين لقنطرتي مدينة قصبة تادلة و مطالب بإنشاء ممرات خاصة بالراجلين

14 ديسمبر 2018
كثافة المرور و مخاطره تقلق العابرين لقنطرتي مدينة قصبة تادلة و مطالب بإنشاء ممرات خاصة بالراجلين

قصبة تادلة: محمد البصيري

 

أصيبت فتاة يوم أمس الخميس بقصبة تادلة عند توجهها إلى المدرسة بجروح في حادثة سير عند اجتيازها للقنطرة المحاذية للمركب الرياضي البلدي و المعروفة بإسم “القنطرة الجديدة” رغم أن إنشاءها يرجع إلى فترة الاستعمار الفرنسي.
و خلف الحادث استياء عميقا في صفوف الراجلين الذين عاينوا الحادثة التي تسبب فيها صاحب دراجة نارية، و الذين عبروا عن قلقهم و مخاوفهم من عبور القنطرة التي لم تعد تستوعب مرور العربات بكثافة و الراجلين في نفس الوقت، مطالبين بإنشاء ممر مسيج بمحاداتها خاص بالراجلين لتيسير عبورهم دون مخاطر.
و في تصريحات متفرقة للجريدة، أشار عدد من سكان مدينة قصبة تادلة إلى تزايد المخاوف من عبور القنطرتين الوحيدتين اللتين تربطان بين ضفتي نهر أم الربيع الذي يخترق المدينة، جراء ضيق عرضهما و تزايد حركة مرور مختلف وسائل النقل والراجلين عبرهما، حيث أصبحتا غير كافيتين لاستيعاب ضغط العبور المتزايد وضمان سلامة وأمن الراجلين الذين يعبرونهما يوميا، خصوصا الأطفال وتلاميذ وتلميذات المؤسسات التعليمية.
وأضاف ذات السكان أن القنطرتين اللتان تم إنشاؤهما في فترات متباعدة من تاريخ المغرب، لم تعودا تستوعبان الضغط المكثف لمرور مختلف أشكال العربات، خصوصا الشاحنات ذات الحمولة الكبيرة التي باتت تجتاز القنطرة التاريخية العتيقة بكثافة لافتة بعد إنشاء معمل الإسمنت بضواحي مدينة قصبة تادلة.

إلى ذلك شدد مهتمون بحماية معالم المدينة التاريخية على ضرورة مراقبة وفحص القنطرتين بشكل منتظم لتفادي حوادث محتملة خصوصا في ضل ضغط المرور المكثف، مشيرين إلى أن الوقت قد حان لدق ناقوس الخطر قبل فوات الأوان وتفادي المخاطر المحتملة، خصوصا أن القنطرتين تعتبران معلمتين تاريخيتين وجب حمايتهما وصيانتهما. واستغرب ذات المهتمين عدم تشييد أي قنطرة جديدة بالمدينة منذ الإستقلال، رغم توسع المدينة وضرورة العبور إلى الطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين مراكش وفاس وإلى الثكنة العسكرية الجنوبية و المستشفى المحلي مولاي اسماعيل والمركب الرياضي البلدي والمقبرة وإلى أحياء تزايدت بفعل التوسع العمراني . وطالب ذات الفاعلين بضرورة إنشاء قنطرة جديدة بمواصفات حديثة من أجل تخفيف الضغط على القنطرتين التاريخيتين وحمايتهما من الاندثار، و بإحداث ممرات ذات هندسة جميلة خاصة بالراجلين.

وللإشارة فالقنطرتين الوحيدتين اللتين تؤمنان الربط بين شمال المدينة و جنوبها تم تشييدهما خلال فترتين متباعدتين من تاريخ المغرب. فالأولى المعروفة لدى الساكنة ب “القنطرة القديمة” أو العتيقة والواردة ببعض المصادر التاريخية بإسم “القنطرة البرتغالية” والتي لا تتوفر على ممرات خاصة بالراجلين، يرجع تاريخ إنشائها وفق مصادر تاريخية إلى سنة 1687 خلال حكم السلطان مولاي اسماعيل وهي مشهورة بهندستها الفريدة و بأقواسها العشرة ومقاومتها لأكثر من ثلاتة قرون لفيضانات نهر أم الربيع بحيث كانت في السابق تغمرها كليا مياه الفياضانات خلال الفصل المطير لكنها بقيت شامخة وشاهدة على حقبة تاريخية.
أما القنطرة الثانية المعلقة في الهواء و المسنودة على دعامتين وذات هندسة جميلة والمعروفة لدى ساكنة المدينة باسم “القنطرة الجديدة” فيرجع تاريخ انتهاء أشغالها وفق مصادر تاريخية إلى سنة 1933 خلال عهد الحماية الفرنسية، ولم يتم إلى يومنا هذا إنشاء أية قنطرة جديدة منذ الاستقلال، بالرغم من تضاعف عدد سكان المدينة عدة مرات و تزايد حركة المرور.

 

الاخبار العاجلة