هذا ما قاله الزميل محمد الحجام في حق الإعلامي و الفنان التشكيلي الصديق راشدي بمناسبة تكريمه من قبل أكاديمية الصحافة و الإعلام -تفاصيل حصرية-

19 نوفمبر 2018
هذا ما قاله الزميل محمد الحجام في حق الإعلامي و الفنان التشكيلي الصديق راشدي بمناسبة تكريمه من قبل أكاديمية الصحافة و الإعلام -تفاصيل حصرية-

بني ملال: م. البصيري

 

بمناسبة اليوم الوطني للإعلام و تحت شعار ” المراسل الصحفي دعامة أساسية للنهوض بقطاع الصحافة و الإعلام و تحقيق التنمية المحلية”، نظمت أكاديمية الصحافة و الإعلام لجهة بني ملال خنيفرة يوم السبت 17- 11- 2018، ندوة حول موضوع ” دور المراسل و المتعاون الصحفي في التنمية الجهوية و المحلية على ضوء مستجدات مدونة الصحافة و النشر”. و خلال هذه الندوة المنظمة بشراكة مع مجلس جهة بني ملال خنيفرة، تم تكريم الصديق راشدي الرئيس السابق لمصلحة الاتصال و الإعلام بولاية جهة بني ملال خنيفرة و الفنان التشكيلي. وقد قدم الأستاذ محمد نجيب الحجام بالمناسبة شهادة مؤثرة و معبرة في حق الإعلامي و التشكيلي راشدي، تطرق خلالها إلى محطات من مساره النضالي و المهني.

شهادة الأستاذ محمد نجيب الحجام:

” من واجبي أن أزيل الستار عن معطيات تنطوي على إجابة عن سر كفاءة سي الصديق المهنية و سلوكه الاجتماعي. لماذا هو هكذا؟ عايشت هذا الرجل في الجامعة في مدينة فاس قادما من جيل مراكش الذي كان نضاله مرتبطا بالقطاع التلاميذي، وخضع لتأطير من مناضلين كبار في المغرب، مثل سي الحبيب الفرقاني، و طيلة المشوار النضالي جالس الأستاذ عبد الرحيم بوعبيد و جالس سي الحبابي و سي كسوس . كل هذه الشخصيات يعرفها عن قرب سي الصديق و يعرفونه خلال تلك الفترة من سنوات الرصاص.
كان مناضلا، و مؤتمرا في المؤتمر الوطني 17 للاتحاد الوطني لطلبة المغرب. و لم يكن مناضلا و فاعلا سياسيا و نقابيا فقط في إطار أوطم، المثير في تجربة الأستاذ الصديق هو أنه فنان تشكيلي متفرد، لأنه من القلائل ومن أكبر الفنانين التشكيليين الملتزمين، حيث كانت لوحاته خلال سنوات الرصاص تشتغل على قضايا الاعتقال السياسي و قضايا الاختطاف و قضايا الحرية و على القضية الفلسطينية. على كل هذه القضايا، كانت لوحات تحريضية مرتبطة بالنضال و بقضايا الشعب. لكل هذه الأسباب، و قبلها، عرف الصديق و اشتهر بلوحاته خلال عقود السبعينات و الثمانينات و التسعينات، حيث كان يطلب بإقامة معارض في كل كليات المغرب و المعاهد العليا و المؤسسات و الأندية الثقافية وأذكر أن من حظ بني ملال، أن أول معرض تشكيلي ببني ملال أقامه الصديق راشدي و هو طالب أنذاك سنة 1979 بالنادي الثقافي ببني ملال و كنت قد تشرفت بتقديم لوحاته و شرح بعض مضامينها للزوار. لم يكتف توهجه التشكيلي على الصعيد الوطني بالمؤسسات الثقافية و الأكاديمية و المعاهد العليا و الكليات و الجمعيات، بل تعداها على الصعيد الدولي، حيث شارك سنة 1984 في المعرض الدولي الذي أقيم في هولندا على هامش المؤتمر الدولي ضد العنصرية. شارك كذلك بإسبانيا و البرتغال و بفرنسا. من الناحية التشكيلية نحن أمام فنان معروف على الصعيد الدولي و على الصعيد الوطني و له مدرسة متميزة في الرسم، مدرسة الصديق راشدي. لازال ملتزما بهذا الفن و يعانقه و منزله هو عبارة عن مرسم، و أداؤه الوظيفي لم يثنيه يوما عن الارتباط بهذا المسار التشكيلي، إذ كان دائما يشارك و فاعل في هذا المجال. هذا بالنسبة لجانب الفن التشكيلي، هذه الأشياء قادته أن يؤدي الثمن، فكان الاعتقال سنة 1980 بفاس، و تمت مصادرة كتبه و 30 لوحة المؤرخة لمرحة ورسومات كثيرة. و مر الاعتقال و اختطفت اللوحات و لم يظهر لها أثر حتى الآن رغم أن هيئة الانصاف والمصالحة في مقررها التحكيمي أصدرت حكما عبارة عن توصية إلى الحكومة المغربية بالعمل على إرجاع اللوحات المحتجزة أو المعتقلة للفنان الصدريق راشدي. و لحد اللحظة لازالت اللوحات لم يتم استرجاعها رغم مكاتباته العديدة، و خوفنا جميعا أن تكون أتلفت هذه اللوحات، لأنها لا تشكل فقط ذاكرة في تاريخ هذا الرجل بل تشكل ذاكرة في تاريخ المغرب و تؤرخ لمرحلة.
ما أريد أن أقوله أن في مهنة الصحافة، هناك ما يسمى بالبطاقة الشرفية تمنح للصحافيين الذين مارسوا لمدة 25 سنة. ونحن في جريدة ملفات تالة و اعتبارا للعلاقة الحميمية التي جمعتنا بهذا الرجل الذي لا نخفيكم سرا أننا في تجربتنا و ربما كل الزملاء يقاسمونني هذا، أن الصديق رشدي ليس موظفا أو رئيس مصلحة فقط، بل حتى في المجال الإعلامي ربط لنا علاقات ، وكان خلف تعرفنا على و جوه كبيرة ، كانت تأتي صحافة التحقيق، قنوات تلفزية و إذاعية دولية و أجنبية و كان الصديق ينادينا و يلاقينا بهم، كان منتجا ليس فقط رئيسا لقسم الاتصال، لم تلتهمه المهام الادارية، كان ينتج و ينجز الروبورطاجات في التلفزة و الإذاعة بل أكثر من هذا فقسم الاتصال في فترة الصديق كان يعفينا من الكثير من الأتعاب. كنا نتوصل بتغطيات لجميع الأنشطة الادارية و الرسمية. كان قسما مبنيا. بناء على كل هذا سأفاجىء سي الصديق و أتمنى أن لا يقول لا. إن هيأة تحرير ملفات تادلة بقسميها الورقي و الالكتروني قررت أن تمنحه بطاقة صحافي شرفي آملا أن يقبل أدرعنا الممتدة إليه لنستفيد أكثر مما راكم و أن يتفضل لأخذ البطاقة.”

كلمة المحتفى به الزميل و التشكيلي الصديق راشدي:

“…إن التكريم قيمة إنسانية نبيلة، و لا يصدر إلا عن أناس كرماء و نبلاء، و هي لحظة من أسعد اللحظات التي يعيشها الإنسان، لما تمثله من أسمى المعاني الإنسانية. و لهذا أجد نفسي ملفوفا بعطفكم، وإكرامكم و تكريمكم لشخصي المتواضع بعد إحالتي على التقاعد بعدما أمضيت 32 سنة من العمل كلها حب و إخلاص و تفان. لقد غمرتموني بحبكم، فشكرا لكم على هذا التكريم و في نفس الوقت لا يفوتني أن أشكركم على عطائكم الدائم و عن حسن تواصلكم من أجل إرساء مناخ ملائم للتواصل، حيث أصبحتم طرفا أساسيا في صناعة التنمية المحلية و الجهوية و مساهماتكم في إبراز مؤهلاتها و مشاركتكم الفعالة في مخطط التنمية الذي تعرفه الجهة و تتبعكم المستمر للبرامج التنموية و العمل على التعريف بها، حيث أن دوركم لم يقتصر في آلية توصيل الخبر، بل كنتم بمثابة سلطة تؤثر بشكل قوي في الرأي العام و تساهمون في تنويره و تعبرون عن همومه و انشغالاته، حيث مارستم إعلاما في سبيل خدمة قضايا المجتمع. و كان دوركم ليس الحضور في الأنشطة الرسمية بل لتغطيتها بل أكثر من هذا لمسائلة الجهات المعنية و تقديم الانتقادات الموضوعية و البناءة. و في هذا الصدد فإنه بقدر ما كانت مصلحة التصال و الاعلام منفتحة عليكم بقدر ما كنتم أنتم أيضا منفتحين على الادارة و على كل القطاعات و المجالات. لقد تعلمت منكم الجرأة و الشجاعة و المثابرة و فن التقصي و البحث، كما ساعدتموني على إنجاز مهامي بكل موضوعية و كنتم حافزا على الاجتهاد و الاستمرار ووقفتم بجانبي و بعثتم بداخلي الثقة بالنفس و أعطيتموني المكانة التي أستحقها و أنصفتموني دون انتظار. لدى فإني أعتز بصداقتكم، كما أعتذر لكل الزملاء و الأصدقاء عما يمكن أن صدر مني من أخطاء و ما قد يكون ارتكبته من هفوات و أعتذر إن كنت قصرت في حقكم، فأنتم تستحقون كل الدعم اللامشروط. و في هذا الإطار أطلب من كل المؤسسات و الجهات المعنية بالجهة أن تساهم في تمويل و سائل الإعلام المحلية و تقديم الدعم اللازم للصحافيين و الإعلاميين حتى يتسنى لهم المساهمة بشكل فعال في التنمية المحلية و الجهوية.
إن هذا التكريم هو في الحقيقة تكريم لكل العمال و الولاة الذين عملت تحت إمرتهم و لولا توجيهاتهم ما كنت سأنجح في مهامي و أن أتواصل معكم على الشكل المطلوب. وأتقدم لهم بالشكر الجزيل عن الثقة و الاحترام و التقدير الذي حضيت به طيلة مساري المهني. إليهم أهدي هذا التكريم و أتمنى لهم الصحة و العافية. و أشكر السيد رئيس المجلس الجهوي لدعمه لهذا النشاط الهادف.
و في الأخير أشكر صديقي و رفيقي محمد نجيب الحجام الذي شرفني بكلمته المؤثرة و المعبرة و لي الشرف الكبير أن أحمل صفة صحافي شرفي بجريدة ملفات تادلة و أعتز بالانتماء إلى هذه الجريدة المناضلة. و بهذه المناسبة أتقدم بتهانئي الحارة إلى الأستاذ الحجام بمناسبة الذكرى 27 لملفات تادلة التي صدرت يوم 25 دجنبر 1991 كأول المنابر الجهوية الجادة و المسؤولة. أشكركم جميعا و أشد على أياديكم بحرار و السلام عليكم”.

تاكسي نيوز

يشار ان تاكسي نيوز علمت أن الفنان الصديق راشدي طالب من الدولة أن تعتذر له رسميا عما لحقه من ضرر.كما سبق ان بعث مجموعة من الشكايات لرئيس الحكومة اخرها في 2 اكتوبر 2018 دون ان يتلقى أي جواب وهو ما يدل على أن رئيس الحكومة ليست له الجرأة للاعتراف بأن اللوحات والرسومات اختفت ولم يعرف مكانها لحد الان.

الاخبار العاجلة