مدرسة الفقيه بن صالح الكروية.. طريق المواهب العميرية بإمكانيات قليلة 

15 أكتوبر 2018
مدرسة الفقيه بن صالح الكروية.. طريق المواهب العميرية بإمكانيات قليلة 

حبيب سعداوي

 

بإستحضارنا للماضي، لابد لنا من التوقف والتمعن مليا في حاضر فريق  الاتحاد الرياضي للفقيه بن صالح ، لإستشراف مستقبله، فواقع الحال يؤكد جملة من الإكراهات التي تحول دون التوقيع على إنطلاقة جيدة والسير قدما بالمسيرة الكروية للفريق التي لاتبرح مكانها بالأقسام المشرفة، حيث لطالما حلم الغيورين على الفريق بصعوده إلى القسم الأول  لكن دون جدوى، وهنا يذكر صعود وهبوط الفريق ،عملية مد وجزر خلال فترات متفرقة في أقسام مختلفة، ولم يتمكن من الحفاظ على مكانته الاولى والدفاع عن حظوظ الصعود إلى أقسام مشرفة، وفي قراءة سريعة حول الوضعية التي ساهمت في النتائج المذكورة يتضح غياب نهج سياسة الاهتمام بالمجال الرياضي بالمدينة.

 

تعتبر مدرسة الفقيه بن صالح  لكرة القدم أحد أبرز المدارس الكروية الحديثة بالإقليم ، تأسست في  موسم 2014/2015 ، تديرها وتسير شؤونها الإدارية والمالية جمعية مدرسة كرة القدم بالفقيه بن صالح  الذي يترأسها الحارس اتحاد الفقيه بن صالح سابقا هشام عباس.

أستطاعت هذه المدرسة أن تفرض مكانتها في الساحة الرياضية في ظرف وجيز، بالرغم من عدة إكراهات منها المادية والمعنوية ، وحرمانها من ملاعب عمومية من طرف المجلس البلدي ، كما استطاعت أيضا بفضل برامجها المتميزة التي تسطرها ٱلإدارة التقنية خلال كل موسم رياضي أن تنجب لاعبين متألقين ، حيث تقوم بتنظيم دوريات جهوية ووطنية ، في مختلف الفئات العمرية  ؛ إضافة إلى مشاركاتها في دوريات وبطولات جهوية ووطنية٠كما يقوموا مؤطرو المدرسة بمجهودات جبارة في الرقي من مستوى تأطير الأطفال ،من خلال تكوينهم تكوينا بيداغوجيا تستجيب لمعايير ومتغيرات الكرة العصرية .

ورغم الإكراهات الكبيرة التي تعيشها المدرسة منها ما هو مادي ، “بغض النظرعن دعم المجلس الإقليمي والجهوي” ، وحرمانها من الفضاءات الرياضية  بالرغم من وجودها ،فإن المشرفين عليها يطمحون لجعلها اكبر المدارس الكروية ليس فقط على مستوى المحلي بل حتى على مستوى الجهوي والوطني.

 

فسياسة التشبيب  التي استطاعت الجمعية أن تنجب 8 لاعبين من مختلف الفئات العمرية هم اليوم يلعبون بفرق مختلفة بالمملكة ، والإعتماد على الفئات الصغرى التي تعد الضمانة الوحيدة للمستقبل، هي التي باتت معتمدة الآن من طرف مدرسة الفقيه بن صالح الكروية ، بالرغم من قلة العتاد والدعم المالي الكافي والمعنوي…مجهودات جبارة باتت تضحي بها مجموعة من الأطر الرياضية بالمدينة بضعف الموارد المالية ، وفي ظل غياب محتضن قار من شأنه أن يدعم مجموعة من الأفكار التي من شأنها أن تساهم في إقلاع حقيقي للفريق وإعادة الإعتبار إليه.

 

وبخصوص البنيات التحتية  فهي تشكل حاليا إكراهات إضافية لوضعية المدرسة الكروية العميرية ، والمتمثلة في كون المدرسة لا زالت تكتري الملاعب الرياضية لتدريب اللاعبين بمختلف الفئات العمرية ، سواء منها الملاعب التابعة للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي ، وملاعب القرب التي صرفت عليها أموال الشعب من أجل هذا الغرض ، والقاعة المغطاة التي لا زالت مسدودة في وجه الجميع …هو شيء مضحك يعاكس الحقيقة عندما نتكلم عن تشجيع الرياضة بالمغرب ومساهمتها في التنمية ، والأموال العامة التي خصصت لها من أجل النهوض بها ، وخلق فرص لملأ أوقات فراغ شباب يعشق الرياضة ، قبل أن يرمي به  الملل إلى الشارع وبالتالي الانحراف الأخلاقي ، فيجب على المسؤولين عن الشأن المحلي بالفقيه بن صالح القيام بهمم الشباب وطاقاتهم، فهم عماد المجتمع وأسباب رفعته ، وهم صناع كرامته وعزته، فالشباب بما يملكونه من فتوة وقوة قادرين على توجيه طاقاتهم وقدراتهم لنفع الوطن وخدمته…يتبع

الاخبار العاجلة