أدمغة بني ملال… تاكسي نيوز تحاور الشاب خالد السعداني المبرمج العالمي صاحب 20 كتاب في البرمجة وهذه رسالته للتعليم

25 يوليو 2018
أدمغة بني ملال… تاكسي نيوز تحاور الشاب خالد السعداني المبرمج العالمي صاحب 20 كتاب في البرمجة وهذه رسالته للتعليم

إعداد : جمال مايس 

 

أولا نرحب بك في موقع تاكسي نيوز وأول سؤال نطرحه عليك هو من هو خالد السعداني؟

اسمي خالد السعداني، مبرمج، محاضر، مدرب تقني، مؤلف كتب برمجية، وخبير في الفيجوال ستوديو وتقنيات التطوير Visual Studio and Development Technologies، حاصل على بكالوريوس هندسة تطبيقات الموبايل، وجائزة أكثر المحترفين تقييما لعام 2017 من شركة ميكروسوفت Microsoft Most Valuable Professional، وشهادات أخرى.
بدأت الاشتغال في مجال البرمجة منذ عشر سنوات تقريبا، تمكنت فيها بفضل الله وعونه من تكوين وتدريب آلاف المبرمجين في العالم العربي، وأنتجت فيها ما يناهز عشرين كتابا ومئات المحاضرات البرمجية المتنوعة في سائر القطاعات المعلوماتية من قبيل برمجة سطح المكتب Desktop Programming، برمجة تطبيقات الموبايل Mobile Applications Development، برمجة قواعد البيانات Database Programming، برمجة مواقع وتطبيقات وخدمات الويب Websites, Web Apps, and Web Services Programming وغيرها..

ما هو مفهوم البرمجة وكيف دخلت عالمها الواسع؟

البرمجة عالم خاص، كنت قد وصفتها في وقت سابق بأنها تقع بين العلم والفن، لأنها تستلزم الدقة العلمية والحرص على تفادي الأخطاء في بناء الأنظمة والتطبيقات، كما تستلزم أيضا الحس الفني والرؤية الإبداعية لتوفير تجربة استخدام جيدة للمستعملين.
دخلت عالم البرمجة كعموم المبرمجين، لأصنع أنظمة وأقوم بتسويقها وأستفيد منها ماديا، وكذلك كان، ومع مرور الزمن وجدت أنني أميل أكثر إلى التدريب والتأليف خصوصا مع كثرة ردود الأفعال الإيجابية والاستحسان الكبير الذي كانت تلقاه محاضراتي ومقالاتي وكتبي، فاخترت أن أمضي في هذا الدرب إلى جانب الاستمرار في برمجة وتطوير الأنظمة، لكن يبقى الدافع الأكبر الذي كان ملازما لي طوال الوقت، ويدفعني بشدة إلى البذل والعطاء، هو السعي إلى النهوض بالقطاع البرمجي في عالمنا العربي إيمانا مني بأن البرمجة هي مصباح علاء الدين هذا العصر، التي بها تستطيع الأمم أن ترتقي وتتغير إلى الأفضل إذا تعاملت معها بشكل جيد.

ماهي أهم أعمالك في مجال البرمجة والمعلوميات؟

كما ذكرت سابقا، لي ما يناهز عشرين كتابا، أغلبها ألفته قبل عام 2014، مما يعني أن نشاطنا قل بشكل ملحوظ في الأربع سنوات الأخيرة ولعل ذلك راجع بالأساس إلى تركيزنا على تقديم المحاضرات التي أثبتت أنها أكثر تأثيرا من الكتابة.
أما عن أهم أعمالي، فلم يصدر بعد، ما زلت أرى أنني لم أقدم شيئا يستحق أن أفتخر به، تتطلع نفسي بشدة إلى مشاريع ضخمة في التدريب البرمجي لم أقم بعد بالشروع فيها، أسأل الله عز وجل العون والمدد.

هلا تحدثت لنا عن مشاركاتك في ملتقيات سواء عبر النت أو في بلدان عربية؟

يُعْرَفُ المبرمجون عموما بأنهم أُناس أقرب إلى العزلة، لأن طبيعة عملهم تحتم عليهم التركيز والبحث عن الهدوء وصفاء الذهن ليكون الإنتاج جيدا، لذلك كنت نادرا ما ألبي طلبات المشاركة في الملتقيات والمنتديات التقنية، لكن منذ عام 2015 بدأت في التخلص من هذه الحالة حينما قدمت محاضرة في جامعة عبد المالك السعدي بمدينة تطوان حول هندسة البرمجيات Software Engineering، وكنت قد قدمتها باللغة العربية الفصحى وَ لَقِيَت المادة استحسانا كبيرا لدى الحضور، حَضَرْتُ كذلك ملتقيات على النت خاصة تلك التي تنظمها شركة ميكروسوفت في إطار مباحثات المحترفين الأكثر تقييما، تلقيت على إثرها دعوة من شركة ميكروسوفت لكنني لم أتمكن من السفر لأن موعد الملتقى تزامن مع ميلاد ابني ياسر، ودعوات أخرى آخرها من شركة أمازون لكنني لم أسافر أيضا.

ماهي طموحاتك وأهدافك؟

هدفي الأساسي الذي أضعه نصب عيني لا يذعرني عنه شيء حتى أبلغه هو النهوض بقطاع البرمجة وجعلها مادة أساسية يدرسها الجميع على اختلاف أعمارهم ومستوياتهم.
هذا مع علمي أن اجتهادات الأفراد قد لا يكون لها أثر كبير في الحركة المعرفية العامة، لكنني أعمل وفق المنظور القرآني “وأن ليس للإنسان إلا ما سعى”، فنحن نجتهد لبلوغ الأهداف، فإن تيسر لنا ذلك فلله الحمد والمنة، وإن تعسر فقد اتخذنا عند الله عذرا.

كيف ترى مستقبل البرمجة والمبرمجين داخل المغرب في ظل هذه الثورة الرقمية العالمية؟

الرؤية ما تزال باهتة ولا يمكن الجزم بمستقبل البرمجة، لكن من المقطوع به أن بلادنا على غرار باقي البلدان العربية لم تنخرط بعد بشكل جاد في تيار البرمجة، وقد نبهت قبل سنوات إلى أنه صار من الواجب إدراج مادة البرمجة في جميع المستويات التعليمية لترسيخ مفاهيمها عند الناشئة وتقوية ملكة التفكير عندهم وإكسابهم آليات ومهارات التطوير وبناء الأنظمة المعلوماتية، لكن لم ألمح إلى حدود الساعة ما يدل على النية الجادة في التعامل مع البرمجة.

ماهي الرسالة التي توجهها للمسؤولين؟

رسالتي سأوجهها إلى المسؤولين عن قطاع التعليم: البرمجة ركيزة العصر الحالي، وقريبا سيقاس تقدم الأمم بمقدار حظها من البرمجة، فمن لم يبادر لمزاحمة العمالقة وهم في طور التعملق، قضى حياته وسط الأقزام وبين الحفر.

الاخبار العاجلة