مفارقات “الحوت” 2… مسيرة على الأقدام تطالب بالماء والكهرباء ببني ملال تزامنا مع توزيع نصف مليار للمهرجانات بدورة مجلس جهة بني ملال خنيفرة

2 يوليو 2018
مفارقات “الحوت” 2… مسيرة على الأقدام تطالب بالماء والكهرباء ببني ملال تزامنا مع توزيع نصف مليار للمهرجانات بدورة مجلس جهة بني ملال خنيفرة

جمال مايس -رأي حر-

 

 

مفارقات تلك التي وقعت اليوم الاثنين تزامنا مع انعقاد دورة مجلس جهة بني ملال خنيفرة ، ففي الوقت الذي انطلقت مسيرة احتجاجية مشيا على الأقدام من قرية أدوز الى مقر عمالة بني ملال تطالب بالماء والكهرباء، كان مجلس الجهة برئاسة ابراهيم مجاهد يوزع الدعم على المهرجانات مخصصا لكل إقليم 100 مليون سنتيم بمجموع نصف مليار سنتيم.

فعلا هي مفارقات ليست غريبة في بلدي المغرب ، فهناك ناس قهرها العطش والشمع وتطالب بأبسط المطالب والحقوق ، وهناك من يسارع للحصول على قطعة من كعكة المال العام لتبديرها في مهرجانات الشطيح والرديح .فبدل أن يخجل مجلس الجهة من هذا الموقف المحرج ، وجدنا أعضاءه “يتطايفون” من أجل ضمان نصيب اقاليهم من المال العام ، فكيف يعقل أن يفتخر أعضاء بترافعهم عن الاقليم للحصول على 100 مليون سنتيم لمهرجانات بكل من ازيلال وبني ملال وخنيفرة وخريبكة والفقيه بن صالح ، ودواويرهم الجبلية تعاني من الفقر المدقع والعطش والعزلة وغياب المدارس والمستشفيات ووو.. ألم يكن حريا بهم أن يدافعوا عن تزفيت الطرقات وفك العزلة وربط القرى والدواوير  بالماء الصالح للشرب والكهرباء والواد الحار. ألم يكن مفروضا فيهم توفير سيارات الاسعاف وأمصال مضادة للسعات العقارب التي تقتل أرواح الاطفال الابرياء ، وتوفير تجهيزات بالمستشفيات التي اصبحت محطات نقل لبني ملال والدار البيضاء ومراكش،  أليس من العار أن تكون داخل المجلس وترفع يدك للتصويت على نصف مليار سنتيم لمهرجانات الشطيح وأنت تسمع شعارات المحتجين خارج القاعة تقول :” علاش جينا وحتجينا الما والضو لي بغينا” ، ألا تخجلون وأنتم تفرحون وتمرحون لأن اقاليمكم حصلت على 100 مليون سنتيم من المال العام ، وأنتم تسمعون حناجر المحتجين المبحوحة تستغيت وتناشدكم لتوفير قطرة ماء يشربونها .

فساكنة الجهة كانت تعقد امالا على الشاب ابراهيم مجاهد أصغر رئيس جهة بالمغرب ، لاسيما وأنه ابن الجبل ويعلم جيدا الظروف القاسية لساكنة الجبل والقرى والدواوير ، إلا أن واقع الحال يؤكد أن الوحيد الذي قال :”أمتي أمتي”  هو محمد سيد الأنبياء ، أما الباقي ومن جاء بعده في بلدي المغرب يقول :”نفسي نفسي ومن بعدي الطوفان”.

نعم ابراهيم مجاهد رئيس جهة بني ملال خنيفرة أخلف وعده الذي قطعه على الساكنة ، الوعود التي تغنى بها قبل أن يمتطي صهوة التراكتور ، كان قد وعد في فيديو نتوفر عليه و أمام حشود المصوتين بأنه لن يعطي “الحوت” للمواطنين وأكد أنه سيعلمهم كيف يصطادون “الحوت”، لكن وللأسف نجده اليوم على رأس أكبر مجلس منتخب يوزع “الحوت” الذي قال عنه في مهرجانات لا تسمن ولا تغني من جوع وتزيد من تعميق جروح الساكنة المقهورة المحتاجة للماء والكهرباء والواد الحار.

ملحوظة :” سيرو عوتاني سبيو مقالي فشي حد اخر وقولو لمجاهد بلي جمال ضدو وتايخدم اجندة سياسية ، راه جمال تايقول الواقع ومجرد رأي وليس له اي عداء مع مجاهد ومن حقي انتقادو كمنتخب ، وفعلا انا تانخدم أجندة الشعب”.

الاخبار العاجلة