فرنسا تستنكر موقف إيطاليا من رفض استقبال سفينة إنسانية تقل على متنها مهاجرين سريين وأزمة بين البلدين تلوح في الأفق -صور حصرية-

13 يونيو 2018
فرنسا تستنكر موقف إيطاليا من رفض استقبال سفينة إنسانية تقل على متنها مهاجرين سريين وأزمة بين البلدين تلوح في الأفق -صور حصرية-

عبد اللطيف الباز // ميلانو الإيطالية

 

اعتبرت الجمهورية الفرنسية امس الثلاثاء 12يونيو 2018 أن رفض إيطاليا استقبال سفينة تابعة لمنظمة إنسانية وعلى متنها مهاجرين غير شرعيين، هو موقف معيب وخارج عن الصواب وغير مسؤول للحكومة الإيطالية تحت اشراف وزير الداخلية ماتيو سالفيني بحسب ما صرح الناطق باسم حكومة الجمهورية الفرنسية الذي نقل تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

واستنكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الامس الثلاثاء 12يونيو 2018 بهدا الموقف الاول من نوعه واعتبره بالمعيب وغير المسؤول للحكومة الإيطالية على إثر رفضها لاستقبال سفينة أكواريوس والتي كانت تقل على أكثر من600  مهاجر سري في عرض السواحل الايطالية بحسب ما أفاد به الناطق الرسمي باسم الحكومة الفرنسية بنجامين غريفو.

ودكر بنجامين غريفو  إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حرص على التذكير بالقانون البحري الدولي الذي ينص على أنه في حال وجود استغاثة والطوارىء فإن الشاطئ الأقرب هو الذي يتحمل مسؤولية الاستقبال منوها بأنه لو كانت السفينة أقرب إلى الشواطئ الفرنسية لكان على فرنسا استقبالها.

ورحب الرئيس الفرنسي بالموقف الإسباني بعد أن وافقت مدريد على استقبال السفينة أكواريوس. وتابع الناطق الرسمي باسم حكومة فرنسا ان تقوم بما هو متعين عليها، إلا أن ما هو غير مقبول هو الاستغلال السياسي الذي قامت به الحكومة الإيطالية فيما يخص هذه المسألة التي تشغل الراي العام. في المقابل، أعلنت رئاسة الحكومة الإيطالية في بيان أن روما ترفض “تلقي الدروس المنافقة “من بلد مثل فرنسا، التي تفضل إشاحة النظر عن مشكلة الهجرة.

وأضاف البيان أن “التصريحات بشأن (السفينة الإنسانية) أكواريوس التي تصدر من فرنسا تثير الدهشة”، وأضاف”إيطاليا لا يمكنها أن تقبل بتلقي دروس منافقة من بلد فضل إشاحة النظر عن مشكلة الهجرة”.
من جانبه قال وزير الداخلية الإيطالية، ماتيو سالفيني، في تدوينة على صفحته الرسمية على الفايسبوك بأنه اعتبارا من يوم أمس الثلاثاء حتى إيطاليا ستبدأ في قول “لا” للتجارة بالبشر. “لا” للصفقات بقميص الهجرة السرية.
وأضاف سالفيني قائلا في التدوينة ذاتها: “إن غايتي هي ضمان حياة هادئة إلى هؤلاء الأولاد في إفريقيا وإلى أبنائنا في إيطاليا”.

وهاجم ماتيو سالفيني فرنسا بعد تعليقها على سفينة أكواريوس وطلبها من إيطاليا السماح بالسفينة الرسو في الموانىء لإسعاف المهاجرين، فقال: “في البحر المتوسط يوجد سفن بأعلام هولندية وإسبانية وبريطانية وعلم جبل طارق. بالإضافة إلى منظمات غير حكومية ألمانية وإسبانية. هناك مالطا لا تستقبل أحد، وهناك فرنسا التي تبعد المهاجرين من الحدود، وهناك إسبانيا تدافع على حدودها بالسلاح، باختصار، كل دول أوروبا تراعي مصالحها الخاصة”.
ومن المزمع أن يستقبل ماكرون رئيس الحكومة الإيطالية الجديد جوزيبي كونتي لإعداد اجتماع المجلس الأوروبي في 28 و29 حزيران/يونيو والمخصص بشكل أساسي لمشكلة المهاجرين.
هداوقررت إسبانيا استقبال السفينة “أكواريوس” مع اللاجئين الذين كانوا على متنها بعد رفض إيطاليا ومالطا استقبالها.غادرت سفينة أكواريوس على الساعة الـ21 موضعها حيث كانت توجد منذ يومين، على مسافة 27 ميل شمال مالطا و35 جنوب صقلية، وأبحرت في اتجاه مدينة فلنسية الإسبانية مصحوبة بسفينتين إيطاليتين، واحدة تابعة لخفر السواحل والثانية تابعة إلى البحرية العسكرية. التنسيق فيما يتعلق بالإبحار حتى فلسنية تكفلت به سفينة “داتّيلو” التابعة لحرس السواحل.
وقد تم نقل 90 مهاجر بين مجموع 629 على متن السفينة، في حين سيتم نقل الباقي في وقت لاحق، كما هو متوقع من الخطة الأولية. وقال خفر السواحل الإيطالي بأنه سيجري ضمان نقل السفينة أكواريوس إلى فلنسية في ظروف السلامة القصوى الممكنة للأشخاص الموجودين على متن السفينة، مؤكدين أن جزء من المهاجرين هم الآن على متن سفينة أكواريوس، وسيتم نقلهم على متن السفينة “داتيلو” لخفر السواحل وعلى متن سفينة تابعة للبحرية العسكرية حيث سيكون على متنها أيضا أطباء تابعين لأمن مالطا، وعمال ممثلين لمنظمة “يونسيف” لدعم القاصرين. وقد حددت مدة الإبحار إلى فلنسية في 4 أيام.

الاخبار العاجلة