تتناول الحلقة 21 من سلسلة “صحة ورياضة” التي يعدها الأستاذ البصيري أهمية النشاط الرياضي المنتظم و الغذاء المتوازن لتفادي داء النقرس -LA GOUTTE-

17 يناير 2018
تتناول الحلقة 21 من سلسلة “صحة ورياضة” التي يعدها الأستاذ البصيري أهمية النشاط الرياضي المنتظم و الغذاء المتوازن لتفادي داء النقرس -LA GOUTTE-

إعداد: محمد البصيري

 

 

كل الدراسات الحديثة تقر أن إتباع نمط حياة يرتكز على التغذية المتوازنة والنشاط البدني يساهم بشكل كبير في الوقاية من العديد من الأمراض ويمنح الإنسان عموما حياة سعيدة بلا مشاكل صحية. ومن بين الأمراض الناجمة عموما عن إهمال أهمية العاملين المذكورين نجد مرض النقرس( لاكوت).
ويعتبر داء النقرس مرض مزمن يظهر على شكل نوبات من الآلم المفصلية وهو مرض معروف منذ أقدم الأزمنة، وكان الأقدمون يطلقون عليه إسم “داء الملوك” لإعتقاد الأغلبية العظمى أنه يصيب الإنسان نتيجة الإكثار من أكل اللحوم الحمراء وقلة الحركة فقط. وقد أصبح داء النقرس من أمراض العصر المنتشرة بين النساء والرجال، وهو نتيجة ترسب الحمض البولي في المفاصل، تحت الجلد أو في القناة البولية بسبب عدم قدرة الكليتين على العمل بكفاءة عن طريق إخراج هذا الحمض مع البول، فيتراكم بشكل كبير، ما يؤدي إلى حدوث إلتهاب شديد في الغشاء المفصلي، ويصاحب ذلك شعور بالألم والاحمرار، والتورم في بعض الحالات. ومن أكثر المفاصل عرضة لهذا المرض، المفصل الذي يصل إصبع الإبهام في القدم، كما أن أكثر الناس عرضة لمرض النقرس، هم الرجال من الفئة العمرية بين (20-40) عاما، على العكس مما هو معتقد أن النساء هن الأكثر إصابة بالمرض.

ويعرف البروفيسور الألماني “شيفيه” عضو اتحاد روابط أطباء الروماتيزم بمدينة بون الألمانية مرض النقرس بأنه مرض استقلابي، يرجع إلى تكوّن كميات كبيرة جدا من حمض اليوريك بالدم، لا يتم التخلص منها عن طريق الكُلى بشكل كاف، مما يؤدي إلى تكون حصوات أملاح حمض اليوريك في الأطراف أو الكلي؛ ومن ثم الشعور بآلام مشابهة لآلام التهاب المفاصل. وقد يتسبب ذلك أيضا في تدمير العظام أو تشوه الأطراف على المدى الطويل.
وتفيد الأبحاث العلمية أنه بعد سنوات طويلة من إرتفاع مستوى حمض اليوريك في الدم، وإذا زاد معدل الحمض عن 6 مليغرامات في كل 100 مليلتر في دم الرجال وعن 5 مليغرامات في كل 100 مليلتر دم عند النساء يعتبر الشخص مصابا بداء النقرس. فالفائض في نسبة حمض البوليك في الدم يجب عادة ألا يتعدى نسبة ال 70 ميلليغرما.


وتعتبر الأطعمة التي تحتوي على مادة البيورين الناتجة عن البروتين هي الأخطر لمرضى النقرس، حيث إن هذه المادة تتحول إلى حمض البوليك، ما يزيد من الشعور بالألم، كما أنّ هناك العديد من الأطعمة التي يجب على مريض النقرس تجنب تناولها، والتي لا تقتصر على البروتينات الحيوانية فقط وإنّما أيضا بعض أنواع الخضار مثل السبانخ والقرنبيط ومنتجات الألبان عالية الدسم، إضافة إلى الكبد، الأنشوجة والسردين، المشروبات الكحولية، البقوليات. كما أن مادة الأسبرين تعتبر من الممنوعات لدى مريض النقرس، حيث تشترك كل هذه الأنواع في إحتوائها على مادة البيورين.

الغذاء والرياضة علاجين غير دوائيين

قد تسبب بعض الأطعمة والمشروبات دفع الجسم لإنتاج حمض البول بشكل كبير. ولإبقاء مستوى حمض البول طبيعيا في الجسم لابد للمريض أن يقلّل من أكل بعض الأطعمة والمشروبات، مثل القهوة، الكاكاو، المأكولات البحرية والسبانخ، وينبغي أيضا الإقلال من البروتينات الحيوانية مثل اللحوم الحمراء، الكبد، الكلية، والقلب. وتساعد المحافظة على الوزن المناسب كذلك في التقليل من مستوى حمض البول في الدم، لذالك فالحرص على خفض الوزن الزائد يساعد كثيرا في التحكم بالمرض. و يساعد استعمال الكمادات الباردة على تقليل الألم والورم في المفصل، فالكمادات الباردة تساعد على تخدير المنطقة بتقليص الأوعية الدموية وسد نبضات العصب في المفصل وتخفّض الالتهاب، لذلك فهي طريقة تستخدم عندما تكون المفاصل ملتهبة ويشعر المريض أثناءها بألم في المنطقة المصابة.
وللنشاط الرياضي المعتدل والمنتظم فوائد جمة في تفادي داء النقرس والحد من أثاره في حالة الإصابة. فبعد التحكم بنوبة النقرس الحادة ، يستطيع المريض القيام بتمارين رياضية تساعد في تقوّية المفاصل والعضلات، وأيضا تساعد المريض في المحافظة على الوزن المثالي. وتتضمن هذه التّمارين المشي، السباحة وركوب الدراجات، مع الحرص على أنواع من التمارين الرياضية كتمارين مد العضلات والمفاصل (سترتشينغ) التي تقلل من التصلب وتساعد على أن تبقى المفاصل تتحرك، والتي تحافظ العضلات أو تزيد من قوتها.
ويصر المختصون على اعتدال وانتظام النشاط الرياضي كالمشي السربع مثلا نصف ساعة كل يوم مع تجنب الرياضات التي تمارس ضغطا على المفاصل كالركض وكرة القدم وحمل الأثقال. كما ينصحون باستشارة الطبيب دائما قبل بدء برنامج التمارين الرياضية.

إرشادات هامة

– اختر وقتا مناسبا لك يوميا للقيام بالتمارين الرياضية لكي تضمن الاستمرارية في ممارسة النشاط الرياضي.
– بعد تنفيذ أعمال كثيرة أو نفس المهمة مرارا وتكرارا، يجب عليك الًتوقّف لوقت بسيط لأخذ قسط من الراحة ثم متابعة العمل.
– خد الحذر عند حملك للأشياء الثقيلة وحاول أن يكون الحمل بالطريقة السليمة
– تجنب حياة الكسل والخمول وعدم الحركة والنشاط
– تجنب الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالمواد البروتينية (اللحوم والأسماك والأطعمة الغنية بالنيكلوبروتين (كالمخ والمخيخ والكبد)
– تفادي الإدمان على شرب الكحول والخمور، وخصوصا الجعة.
– تجنب الإجهاد والضغوط النفسية قدر الإمكان، فهي تساهم في حدوث نوبات الألم.
– شرب الماء مفيدة جدا، لذلك ينصح بتناول لترين من السوائل يوميا على الأقل.
– يُنصح بتناول كوب أو كوبين من القهوة يوميا، فقد أشارت أبحاث علمية إلى قدرة القهوة على التخفيف من حدة آلام مرض النقرس بشكل كبير، حيث إنها تعمل بكفاءة على تقليل نسبة حمض البوليك في الدم.
– تجنب أخد حمام ساخن لأن الحرارة تزيد من حدة الإلتهاب.
– تفادي الحمية القاسية لأنها قد تساهم في رفع نسبة الحمض البولي في الدم.

الاخبار العاجلة