بحب الوطن تتحقق الانتصارات… دروس وعبر من ما يقدمه الفريق الوطني المغربي لكرة القدم!

13 ديسمبر 2022
بحب الوطن تتحقق الانتصارات… دروس وعبر من ما يقدمه الفريق الوطني المغربي لكرة القدم!
محمد بنوي : باحث في مجال التربية و المجتمع

 

 

تقديم

كل أربع سنوات تتابع الجماهير العاشقة لكرة القدم نهائيات كأس العالم التي تنظم في بلد يتم اختياره من طرف اعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم(القيفا) .فيعد ان كانت القارة الأوروبية والأمريكية بقطبيها الشمالي والجنوبي تحتكر تنظيم هذه التظاهرة الكروية العالمية طيلة القرن العشرين بدأت هذه المسابقة ولأسباب كثيرة ومتعددة تنقل الى القارتين الآسيوية والإفريقية فكانت البداية باليابان وكوريا الجنوبية سنة 2002 ثم بجنوب إفريقيا سنة 2010، وعادت من جديد الى آسيا بعد 20 سنة. وهكذا دارت عجلة المونديال لتحط الرحال ببلد عربي ومسلم في دولة قطر مسقبلة 32 منتخبا من القارات الخمس بجماهيرها العاشقة للساحرة المستديرة ومنها منتخبنا الوطني المغربي وجمهوره المتفرد بحبه لفريقه حتى الجنون .

فماذا فعل لاعبونا في المحفل الكروي العالمي وكيف استطاع أسود الأطلس ان يصلوا الى ماكان يعتبر حلما ؟ كيف استطاع هؤلاء الأبطال من خيرة أبناء وطننا الحبيب أن يسحلوا كرة القدم المغربية والإفريقية والعربية في التاريخ العالمي لهذه اللعبة الأولى شعبية في العالم ؟ كيف يمكن الاستفادة من هذا المكسب التاريخي ؟ ماهي الدروس والعبر التي يمكن استلهامها من هذا الاستثناء المغربي في مجال آخر، مجال الرياضة بشكل عام ومجال كرة القدم بشكل خاص؟

تفوق المغرب في مونديال قطر 2022 استمرار لنجاح النموذج المغربي وانتصار للروح الوطنية العالية التي ميزت المغاربة عبر التاريخ

لايمكن النظر لما وصل إليه فريقنا الوطني وما حققه من انتصارات بمعزل عن ما تم ويتم تحقيقة من طرف شعبنا ودولته عبر التاريخ . ان المغاربة يفتخرون أيما افتخار بما يميزهم من تعلق بوطتهم وبارضهم في وحدة وتلاحم -شكل عبر التاريخ اسثثناءا مغربيا فريدا في العالم – بينه وبين نظامه الملكي الوطني والشعبي .إن تاريخ بلادنا مليئ بالدروس والعبر التي قل نظيرها في العالم .لقد كانت البداية في مواجهة المستعمر بالثورة التي قادها الملك المجاهد محمد الخامس قدس الله روحه مع الشعب وحصول بلادنا على الإستقلال بعد فترة وجيزة من الحماية .هذه الثورة التي استمرت مع المغفور له الملك الحسن الثاني رحمه الله باستكمال تحرير باقي الأراضي المغتصبة من خلال المسيرة الخضراء المجيدة التي حيرت العالم .انها نفس الثورة المستمرة في هذه المرحلة التي نعيشها الآن في عهد ملكنا الهمام جلالة الملك محمد السادس حفظه الله.

هذا هو سر نجاح المغرب و احتلاله مكانة متميزة في قارته الإفريقية وفي عالمه العربي والإسلامي وفي العالم ككل . إن سر النجاح والتميز يكمن في الروح الوطنية والمواطنة التي تسري في دم وعروق ملوكه العظام في وحدة وتلاحم مع شعبهم المستعد للتضحية بروحه من أجل بلده وملكه .هذا هو الاستثناء المغريي الذي حير ولازال يحير العالم .

بالروح والقلب يتتحق الإنتصار والنجاح

لقد قالها مدربنا الوطني الأستاذ وليد الركراكي نعم إنه الأستاذ ، المربي والموجه ولايجب النظر إلى هذا الوطني الغيور كمدرب رياضي متخصص في كرة القدم فقط ، انه ايضا مدرب في تنمية الذات الإنسانية، ذات اللاعبين .لقد جعل منهم، بافكاره وبحبه لبلده ووطنه، أبطالا متميزين يحملون ثقافة الإنتصار ولا يؤمنون إلا بالفوز وبالثقة بامكانياتهم وقدراتهم .لقد عرف هذا الأستاذ المدرب كيف يصنع من كل لاعب بطلا يدافع عن علم بلاده ويقاتل من أجله .

بامكان كل مغربية ومغربي ان يصير بطلا وبطلة

إن حب الوطن والعمل والتضحية من اجله والثقة في القدرات .كل ذلك يجعل من كل مغربية ومغربي بطلا في مجال عمله سواء كان اجتماعيا أو ثقافيا او سياسيا أو تربويا أو رياضيا .ان مسيرة شعبنا وكفاحه من أجل تقدمه وازدهاره مليئة بالدروس والعبر والتي يجب ان يستلهمها الجيل الحالي والأجيال القادمة وهي كثيرة ومنها هذا الدرس الوطني الكبير الذي حققه الفريق الوطني لكرة القدم .انه مكسب تاريخي كبير يجب استيعابه أولا والمحافظة عليه ثانيا .انه مكسب التضخية بكل ما نملك من اجل المغرب .

خلاصة 
ان النموذج الذي يقدمه الفريق الوطني المغربي لكرة القدم في مونديال قطر هو نموذج اخر وفي مجال اخر ، من نماذج العبقرية المغربية الفذة وقد صدق من قال “إن المستحيل ليس مغربيا”.

الاخبار العاجلة